فاجأ الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عددا من الفنادق في خمس مدن سعودية بزيارات ميدانية خلال ال48 ساعة الماضية للوقوف على أسعار الإقامة والخدمات السياحية الأخرى مع بدء إجازة الصيف، وقال بيان للهيئة إن الزيارات بدأت الثلاثاء بالرياض ثم أبها فالمدينة المنورة، واختتمت، أمس، بجدة والطائف وشملت عددا من الفنادق والوحدات السكنية المفروشة «بزيارات مفاجئة لم يتم الترتيب لها مسبقا». ووقف الأمير سلطان بن سلمان على استعدادات هذه المنشآت لموسم الصيف واستمع لآراء أصحاب المنشآت وموظفيها وحثهم على تقديم الخدمة المميزة بالأسعار المناسبة، كما التقى عددا من النزلاء والسياح في هذه المنشآت، فيما رافقه في تلك الجولات المستشار والمشرف على فروع الهيئة في المناطق الدكتور خالد طاهر، والمدير العام للتراخيص والجودة المهندس أحمد العيسى، والمديرون التنفيذيون لفروع الهيئة في المناطق التي زارها. وفي ختام جولته أوضح رئيس الهيئة أن زيارته عددا من مرافق الإيواء السياحي في هذه المدن من فنادق ووحدات سكنية مفروشة للاطمئنان على استعداداتها والاستماع إلى ملاكها حول كل ما يتعلق بخدمات الإيواء السياحي في الصيف، مؤكدا أن ملاك منشآت الإيواء السياحي والمستثمرين فيها هم شركاء الهيئة وهم المراقبون الحقيقيون على منشآتهم. وأوضح أنه استمع في جولته إلى رؤى ملاك الفنادق والوحدات السكنية لإنجاح موسم السياحة في الصيف، مبينا أن الملاك مواطنون مخلصون قبل أن يكونوا مستثمرين «وهم من تقوم عليهم تطوير الاستثمار الفندقي الذي يعد من أهم الاستثمارات ونتطلع إلى توسع هذا القطاع والارتقاء به» مشيدا بما رآه من اهتمام بسعودة المهن في هذا القطاع. ومع بدء الإجازة الصيفية وتوقعاته للسياحة الداخلية السعودية في ضوء حالة «التوتر السياسي» لبعض الوجهات الخارجية المفضلة للسعوديين توقع رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار نموا بنسبة 27.5 % في عدد الرحلات السياحة المحلية هذا الصيف، وارتفاع مصروفات الحركة المحلية 31 % على مدار الموسم، وقال «توقعات مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» التابع للهيئة تشير إلى ارتفاع حجم عدد الرحلات السياحية المحلية خلال هذا الصيف إلى 8.8 مليون رحلة سياحية مقابل ما مجموعة 6.9 مليون رحلة سياحية في العام الماضي بنسبة نمو مقدارها 27.5 %». وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة رويترز أمس «نتوقع ارتفاع مصروفات الحركة المحلية لصيف العام المقبل إلى 10.4 مليار ريال مقابل دخل متحقق بلغ ثمانية مليارات ريال العام الماضي بمعدل زيادة 31 %». فيما كشف تقرير إحصائي حديث صدر عن مركز ماس أن متوسط الإنفاق اليومي للسائح داخل المملكة بلغ 268 ريالا العام الجاري مقارنة مع 168 ريالا في 2009 بارتفاع قدره 59.1 % في حين بلغ متوسط الإقامة 5.1 ليلة في 2010 مقارنة مع 6.2 ليلة العام الماضي. وأكد أن الهيئة لا تراهن على أحداث المنطقة لتعزيز حصص مدنها السياحية هذا الموسم، وقال: «نأمل في الاستقرار لجميع الأشقاء لأن الاستقرار في الدول العربية هو استقرار لبلادنا... ونحن في السياحة الوطنية لا نراهن أبدا على الأحداث والتغيرات في الدول الأخرى... لدينا طريق طويل لتطوير السياحة الوطنية حتى تكون منافسة عن جدارة». وعن العوائق التي تواجه صناعة السياحة في المملكة قال الأمير سلطان «التحدي الأكبر أمام السياحة الداخلية هو ما تعانيه من نقص وضعف في الخدمات ولا سيما خدمات النقل واستراحات الطرق وإذا أردنا أن نوطن السياحة فلا بد أن نطور الخدمات وهو جهد لا يناط بالهيئة وحدها وإنما بعدد من الجهات المشرفة على الخدمات المتعلقة بالسياحة والأماكن السياحية»