حاصر الجيش السوري قرية قرب الحدود التركية كان اللاجئون السوريون الهاربون من القمع يقصدونها للتمون، وفق ما أفاد سكان لاذوا بالفرار. وقال سكان من قرية بداما قرب الحدود التركية السورية إن قريتهم باتت شبه مقفرة وإن قوات الأمن السورية أقامت حواجز على الطرق المؤدية إليها، علما بأنها تقع على بعد بضعة كليومترات من الحدود. وقال السوري رجا العبدو «23 عاما» «لقد أغلقوا المخبز الوحيد في القرية. لم يعد في إمكاننا العثور على خبز «...» شاهدت جنودا يطلقون النار على صاحب المخبز. لقد أصيب في صدره وساقه». وأوضح أنه فر من قرية بداما أمس الأول مع 14 شخصا هم أفراد عائلته، لكنه عاد إليها الأحد مستخدما طرقا جانبية فوجد القرية شبه مقفرة. وأضاف «الجيش يسيطر على كل مداخل القرية ويتحقق من الهويات لاعتقال المعارضين». وكان ناشط سوري أفاد السبت أن الجنود الذين وصلوا على متن ست دبابات و15 ناقلة جند، دخلوا بداما السبت ووسعوا بذلك نطاق عمليات التمشيط في محافظة إدلب في شمال غرب سورية. ولجأ أكثر من عشرة آلاف سوري إلى تركيا فيما لا يزال آلاف آخرون عند الحدود بعدما فروا من قوات الأمن. وبدأت تركيا تقديم مساعدة إلى السوريين الذين نزحوا هربا من القمع واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري، كما أعلنت أمس الوكالة الحكومية المكلفة الأوضاع الطارئة. وذكرت الوكالة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أن «توزيع المساعدة الإنسانية بدأ لتلبية الحاجات الغذائية العاجلة للمواطنين السوريين الذين ينتظرون في الجانب السوري للحدود». وهي المرة الأولى التي تقوم بها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود، حيث يعاني مواطنون سوريون ظروفا معيشية صعبة ويقيمون في خيم أعدت على عجل. وقال أبو محمد «47 عاما» إنه موجود على الحدود منذ عشرة أيام بعدما فر من جسر الشغور التي تبعد نحو 40 كلم من الحدود التركية، حيث نفذ الجيش السوري عمليات عسكرية الأسبوع الفائت تخللها قمع وحشي وفق شهود. وأضاف أن «الجيش حضر إلى «بداما»؛ لذبحنا. يريدون أن يعود الناس إلى منازلهم لقتلهم أو اعتقالهم». وتابع أبو محمد «ننتظر مساعدة تركيا. من دونها إما نعود ونموت وإما نبقى هنا ونموت هنا». ونقل الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان ومقره أمريكا عن مصادر محلية قولها إن القوات السورية قتلت أكثر من 130 شخصا واعتقلت ما يزيد على ألفين في جسر الشغور والقرى المحيطة على مدى الأيام القليلة الماضية. استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير من جهته مشاركة برلين في أي عملية يمكن أن يقوم بها حلف الأطلسي في سورية لوقف حملة القمع الدموية التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين، وذلك في مقابلة نشرتها مجلة دير شبيجل. وصرح الوزير أن «موقفنا مشابه لموقفنا من ليبيا: لن نشارك». وعلى الصعيد الميداني شكل معارضون سوريون «مجلسا وطنيا» لمواجهة نظام دمشق، كما أعلنت مجموعة من المعارضين أمس تحدث باسمهم أمام الصحافيين جميل صعيب. وقال المعارضون في بيان أصدروه «باسم شباب الثورة السورية الأحرار، ونظرا للمجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الأعزل والأساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب «...» نعلن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بكافة الأطياف والشخصيات والقوى والأحزاب الوطنية في الداخل والخارج». وأوضح المتحدث جميل صعيب أن هذا «المجلس الوطني» يضم معارضين معروفين وخصوصا عبدالله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الأتاسي وعارف دليلة، علما بأن المالح والأتاسي ودليلة موجودون في سورية. وعقد المعارضون السوريون مؤتمرهم الصحافي في موقع غير بعيد من الحدود التركية السورية، وتحديدا في قرية خربة الجوز شمال سورية .