ضمن سلسلة الحملات «التافهة» التي تصدرت المواقع الاجتماعية والهواتف المحمولة، كانت حملة «أبوسروال وفنيله، وأم الركب السود»! وللأمانة، فلست ممن تتابع هذه الحملات، ولكن وصلني إيميل يخبرني بأن هناك حملة «ثقافية» بالمجتمع، «ترعى» بوساطة الجنسين من السعوديين، يتم فيها التذمر الشديد من أحدهما للطرف الآخر، ولا أخفيكم حقيقة أني تألمت كثيرا حين فهمت أصل الحملة وهدفها! المؤلم في الأمر هو نسب الحملة «للثقافة السعودية» التي بدت كأنها سطحية جدا! كل يوم أكتشف أن لدينا قلة وعي في استخدام التقنية، ومحاولة يائسة للظهور للعالم بصورة مشرفة، في حين أن هذه الحملة أثبتت بجدارة حجم التفكير الذي يمتلكه القائمون عليها. هل حقا إلى هذه الدرجة وقفت بنا السبل؟! وهل تجردنا من كل أنواع الرقي والتطور لنتذمر من أشياء «وإن كانت بالفعل في الواقع» من خلال مواقع اجتماعية دولية لنقول إننا فعلا مهتمون بأن تصل إليكم أقصى درجات تفكيرنا وهمومنا؟! هل أصبح الرجل السعودي محصورا «في سروال دروش» فقط! وهل أضحى تفكيره بلون ركبة الأنثى؟ هل أسمى نقطة ترغبون في الوصول إليها هي السخرية بشدة للتسلية! وإن كان القصد هو السخرية يا هؤلاء، فالسخرية فن أدبي يسمو فيه الالتزام بحدود أدبية لا تتجاوز الأدب واللباقة. السؤال هنا: متى ستجنبون أنفسكم وثقافة بلدكم مواقف تصنعونها لإضحاك العالم؟