يميل كثير من المتابعين إلى تشبيه صوت المنشد «فهد مطر» بصوت الفنان المعروف خالد عبدالرحمن، لكن مطر الذي لا يتكئ على هذه الحقيقة كثيرا، يعتز بديوانه «شيلات فهد مطر» بعد أن حقق انتشارا واسعا، وشعبية جارفة في الأوساط الشعبية قادته إليها قصيدة «المور»، رغم أنه لا يؤمن بصدقية أرقام التوزيع بناء على فرضية يشرحها في هذا الحوار: ما دور المصادفة في دخولك إلى مجال الإنشاد؟ عقب وفاة شقيقي إثر حادث مروري، رثاه والدي بقصيدة أنشدتها في أحد المراكز الصيفية وكان من بين الحضور أحد المنتجين الذي طلب مني تقديم ديوان، ففعلت ذلك، وبعد فترة حصل خلاف بين الشركاء في مؤسسة الإنتاج التي يعمل فيها المنتج، لكن التزامه معي دفعه إلى افتتاح مؤسسة أخرى لإنتاج أول ديوان لي. قدمت أخيرا ديوان «شيلات فهد مطر»، كيف تقيم أصداءه الآن؟ الديوان حقق نجاحا جيدا، وحظي بانتشار وقبول من المتابعين وأصبح جمهوره من مختلف الفئات العمرية فتجد كل قصيدة فيه تحظى بإعجاب فئة معينة وأرجو من الله التوفيق. لكن هذه الدواوين الصوتية الشعرية تتعرض لانتقادات تصفها بالبدائية.. ما رأيك؟ حرصت على احترام المستمع وتنويع الديوان على مستوى القصائد نفسها من جهة، وعلى مستوى الهندسة الصوتية والإخراج من جهة أخرى، وتعاملت مع شركة محترفة واستغرق العمل جهدا وأنفق عليه مبالغ مالية طائلة. ويجب على صاحب الديوان أن يحرص على تفاصيل العمل والاهتمام به وبأفكاره وبإخراجه بشكل جيد، فالعمل جهد تكاملي ينبغي أن يحضر صاحبه في اختيار ألحان جيدة ومنوعة وأن يتابع تسويقه جيدا ليضمن وصوله لشريحة كبيرة سعيا وراء النجاح. كم بلغت أرقام توزيع ديوانك؟ ليس لدي في الوقت الحالي أي أرقام، لكني أحب أن أنوه بأن الأرقام غير دقيقة عموما، فمحال التسجيلات المنتشرة على قارعة الطريق في المدن والطرق السريعة لا تحفظ حقوق الأعمال التي أنفق عليها مبالغ طائلة، فهي تنسخ العمل وتبيعه بنسخ غير أصلية، وهناك أيضا المواقع الإلكترونية التي تنتهك شرعية حقوق الأعمال دون رقيب. وهنا تتحمل الأجهزة المتخصصة ممثلة في وزارة الإعلام مسؤولية ذلك، ومن خلال تجربة شخصية وجدت العديد من محال التسجيلات لا تلتزم ببيع النسخة الأصلية وتحدثت مع أحد العاملين فيها فأكد أنه لن يمتنع عن نسخ الأشرطة؛ حتى يحقق فوائد مالية. وفي موقف شخصي آخر تواصلت مع صاحب موقع إلكتروني ينسخ العمل على موقعه، فرفض إلغاء الديوان من موقعه مع أني عرضت عليه أن أعطيه الحق بوضعه بعد ثمانية أشهر أي قبل موقعي الشخصي إلا أنه تجاهل اتصالاتي! لذلك أرى أن الأرقام غير دقيقة. لكنكم تفعلون الأمر نفسه كما يقول المراقبون، فهناك اتهامات للمنشدين بسرقة الألحان الغنائية دون حفظ حقوق أصحابها.. بعض المنشدين توجهوا لهذه المنهجية فعلا، ولكن لا يمكن تصنيف جميع الألحان أنها سرقة، فهناك عرف متداول يشير إلى أن مضي 15 عاما على اللحن يجعله ضمن الفلكلور، وفي هذه الحالة لا يعتبر ما توجه إليه الزملاء سرقة بل حق مشروع لهم. هناك اتهام أيضا أن ما يطرح من ألحان هي نسخ مكررة بأصوات مختلفة من المنشدين في الغالب، كيف ترى صحة ذلك؟ فعلا هناك من يحضر بنسخ مكررة، وهناك من يقدم عملا جيدا، وأذكر أن لحنا لي سجل في إحدى القنوات الشعبية بصوت أساء للحن وكان نشازا، وهذا اللحن كان انتشر على نطاق ضعيف، وهناك الكثير مما يقدم يكون نسخا مكررة. تعاونت أخيرا مع الفنان خالد عبدالرحمن رغم أنك من المنشدين الملتزمين، ألا تخاف أن يوقعك هذا الأمر في حرج مع المتدينين الذين دعموك في بداية مشوارك؟ خالد إنسان ورجل قبل أن يكون فنانا، وتعاوني معه كان في إطار الشعر وكان مميزا في تعامله وأدى الشاعر بندر الرشود دورا مهما وكبيرا في ذلك، فهو من عرض علي التعاون مع خالد الذي أبدى موافقته، وهو فنان يمتلك جماهيرية كبيرة وحضوره إضافة لأي عمل يتواجد فيه. القنوات الشعبية.. كيف هي علاقتكم بها بوصفكم منشدين؟ بعضها استغلالي والبعض الآخر أساء للمنشد وللشعر، والبعض الآخر جيد في تعاونه، لكن الأغلبية استغلاليون.. فإحدى القنوات طلبت مني توقيع عقد لأسجل لها حصريا، لكني فسخت العقد قبل أن أبدأ العمل! فبعض القنوات تريد أن يحضر المنشد بأي شكل حتى لو على حساب صورته العامة، وهذا فيه ضرر كبير على المنشد الذي يتمتع بحضور جميل وطاغ ويسعى أن يكون حضوره المستقبلي بنفس المستوى. تواجدت في مهرجان ليالي فبراير بشكل غير رسمي كيف كانت التجربة؟ حضرت مع الشاعر حجاب بن زياد المتوج بلقب شاعر المليون في نسخته الثالثة أثناء عمل مشترك بيننا وحققت انتشارا جيدا في الكويت وقدمت لي الدعوة في المهرجان الماضي ولكن لا أعلم أسباب إلغاء مشاركتي فتم الاتصال بي وطلبوا مني الحضور وأبديت موافقتي إلا أن ذلك لم يتم ولا أعلم الأسباب حتى الآن .