ضربت لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام بيد من حديد بعد أن أصدرت قرارا بإيقافه عن مزاولة أي نشاط رياضي لمدة شهر رفقة نائب رئيس «فيفا» وارنر، في وقت برئت فيه ساحة رئيس «فيفا» جوزيف بلاتر من الاتهامات التي وجهت إليه من منافسه على منصب الرئاسة سابقا، حيث ادعى ابن همام أن بلاتر متهم في قضايا رشوة، ولكن لم تكن هناك أي أدلة مثبتة تدينه، ما جعل أمر تبرئته وعدم إخضاعه لأي تحقيقات يأتي سريعا. وقالت اللجنة إنها على قناعة أن ابن همام ووارنر سوف يتعين عليهما الاجابة عن تساؤلات ولكنها أكدت أنهما بريئان إلى أن يثبت العكس. وجاء ذلك حسبما قاله بتروس داماسيب نائب رئيس لجنة القيم في مؤتمر صحفي عقد عقب جلسة استماع أقيمت أمس في زيوريخ. كما تم وقف مسؤولين في اتحاد الكونكاكاف للفترة ذاتها وهما ديبي مينجيل وجايسون سيلفستر. وأكد رئيس لجنة التحقيق الناميبي بتروس داماسيب أن فترة «التحقيق ستستمر شهرا مع إمكانية أن تمتد بضعة ايام أخرى». وأضاف: «ما دفعنا إلى اتخاذ هذه الإجراءات وجود بعض القلق بالتدخل في التحقيق». وأوضح «أريد أن أشدد على أن هؤلاء الأشخاص أبرياء حتى تثبت إدانتهم». وتعود القضية إلى التصريحات التي أدلى بها الأمريكي تشاك بلايزر عضو اللجنة التنفيذية ل«فيفا» والأمين العام للكونكاكاف، إلى الأمين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه بخصوص «احتمال خروقات» لقانون الأخلاق ارتكبت من قبل بعض مسؤولي الهيئة الكروية الدولية. وادعى بليزر، تورط ابن همام ووارنر في رشى خلال اجتماع مع أعضاء منطقة الكاريبي في اتحاد الكونكاكاف يومي 10 و11 مايو الجاري في ترينيداد ضمن الحملة الانتخابية لابن همام. وقال ابن همام إنه تولى تغطية نفقات سفر 25 مسؤولا ولكنه نفى الاتهامات الأخرى ومنها دفع مبالغ لتمويل مشروعات كروية. ولم يطرأ أي تغيير على موعد الانتخابات لمنصب رئيس «فيفا» حيث سيتم عقدها في موعدها بعد غد، علما أن بلاتر هو المرشح الوحيد للمنصب بعد إعلان ابن همام انسحابه. وكان ابن همام قد رفع الراية البيضا معلنا الانسحاب من الترشح لرئاسة «فيفا» أمس قبل صدور قرار إيقافه، وأعطى ابن همام الكثير من الأعذار التي جعلته يعلن الانسحاب، ولم يشر أبدا إلى قوة منافسه، أو دور الاتهامات الموجهة إليه في اتخاذ القرار، ولكن ساعات معدودة كشفت مدى التفوق الواضح لبلاتر، وأن رئيس الاتحاد الآسيوي ليس بتلك القوة التي تجعله قادرا على منافسة بلاتر وزحزحته من عرش الرئاسة. وأكد ابن همام في بيان توضيحي عن أسباب انسحابه من الترشح للرئاسة أنه كان يرغب في دخول «معركة» للدفاع عن القضايا التي يؤمن بها «يحزنني أن يكون للمعركة من أجل القضايا التي أؤمن بها هذه الكلفة وهي تدهور سمعة «فيفا». لم يكن هذا ما أريده لفيفا وهذا أمر غير مقبول». وأضاف حول انسحابه، أنه لا يرضى بأن يكون المسمى الذي ينافس عليه «يغرق في وحل» بسبب منافسة بين شخصين. وتدل أعذار ابن همام التي ساقها لتبرير انسحابه على رغبته في توضيح نزاهته وعدم قبوله الدخول في منافسة غير شريفة حتى وإن كان هو الشخص الكاسب في النهاية وهو ما قاله بنفسه حيث كان حديثه قبل جلسة الاستماع «آمل ألا يربط انسحابي بالتحقيق الذي تجريه لجنة الأخلاق في فيفا في الوقت الذي سأمثل فيه أمامها لتبرئة اسمي من الاتهامات التي لا أساس لها ووجهت إلي». من جهة أخرى عادت صحيفة «صنداي تايمز» الإنجليزية التي كشفت في وقت سابق عن فضيحة تورط ستة من أعضاء «فيفا» بقضايا فساد، وتم إيقافهم جميعها وتغريمهم عقب التأكد من صحة الادعاءات الموجهة ضدهم، لتظهر هذه المرة مبادرات قد تكون مخالفة لقوانين فيفا تقدمت بها قطر للحصول على استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وزعمت الصحيفة أن القطريين عرضوا على الأعضاء الذين سيصوتون لهم مبالغ نقدية لتمويل مشاريع مقابل أصواتهم. وأشارت إلى أنها اطلعت على الأدلة التي تزعم أن القطريين قاموا بعدد من «المبادرات» بغض النظر عما إذا كان ذلك مسموحا به وفقا لقواعد الاتحاد الدولي «فيفا». وألمحت الصحيفة إلى محضر اجتماع للجنة الملف القطري في الرابع من يناير 2010 يظهر أن القطريين كانوا يخططون لإعلان ثلاث مبادرات «سي إس آر» أي «المسؤولية الاجتماعية للشركات» في يوليو الماضي أثناء كأس العالم التي حضرها جميع أعضاء اللجنة التنفيذية لفيفا الذين يشاركون في التصويت. يذكر أن بعض الشركات الاستثمارية تقوم بتمويل مشاريع تنموية في إطار مبادرات المسؤولية الاجتماعية. واقترح نائب رئيس اللجنة التنفيذية لملف قطر علي الذوادي أنه «إذا كانت لوائح فيفا تمنع هذه المبادرات، فإنه يجب إيجاد طريقة لتحقيقها تحت اسم مختلف عبر السفارات أو دولة قطر». وتعتبر قطر أنها لم تمض قدما في مبادراتها وأنها لم تحاول خرق قوانين فيفا حسب الصحيفة. وأكد بلاتر قبل أيام أن «صنداي تايمز» وافقت على جلب «مسرب» الأخبار في قضية دفع أموال للتصويت لملف قطر إلى مقر الاتحاد في زيوريخ لكي يشهد شخصيا في هذا الموضوع. وقال رئيس فيفا: «ننتظر بفارغ الصبر القرائن أو غير القرائن لكي نتخذ الإجراءات المناسبة. وافقت الصحيفة على جلب هذا المسرب إلى هنا في زيوريخ ثم سنقوم بالتحقيق في هذا الموضوع». وسيجري التحقيق أمين عام فيفا جيروم فالك والمدير القانوني ماركو فيليجيه. وذكر موقع «اي اس بي أن» الأمريكي أن «المسرب» الذي عمل سابقا في ملف قطر 2022، زعم أن كلا من رئيس الاتحاد الإفريقي للعبة الكاميروني عيسى حياتو والعاجي جاك انوما عضو اللجنة التنفيذية حصل على 1.5مليون دولار للتصويت لملف قطر، وأن صحيفة «صنداي تايمز» قدمت إثباتات للجنة البرلمانية الإنجليزية، في وقت نفى فيه الثنائي تلقيه أية رشوة. ونفى الاتحاد القطري لكرة القدم بشكل قاطع المزاعم الإنجليزية بشأن دفع ملف قطر لاستضافة مونديال 2022 مبالغ مالية لأعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي. وجاء في بيان «يشعر الاتحاد القطري لكرة القدم بخيبة أمل لما نشر على موقع اللجنة البرلمانية البريطانية للثقافة والإعلام والرياضة، عن إثباتات حصلت عليها اللجنة من صحيفة صنداي تايمز تتضمن ادعاءات خطيرة ولا أساس لها من الصحة ضدنا. ننفي بشكل قاطع هذه الادعاءات. وكما أعلنت صنداي تايمز نفسها فإن الاتهامات، كانت ولا تزال غير مثبتة. وستبقى غير مثبتة، لأنها زائفة»