أطلقت لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض أخيرا مسابقة المشاريع الناشئة «مبادر» تهدف إلى دعم مجتمع شباب الأعمال وتوفير البيئة النموذجية الملائمة للعمل الحر. وفى حديث خاص مع «شمس» أكد الأستاذ علي بن صالح العثيم، عضو لجنة شباب الأعمال ورئيس برنامج مبادر، أن المسابقة تسعى إلى نشر ثقافة العمل الحر وتشجيع الإبداع والابتكار لدى الشباب وتحفيز المشاريع الناشئة المبنية على الأفكار الخلاقة. وأشار العثيم إلى أن فكرة المسابقة تعتمد فى الأساس على ابتكار آلية تستهدف إتاحة الفرصة لتواصل أصحاب الأفكار الإبداعية والخلاقة من المبادرين مع الممولين، بحيث يعرض المبادرون أفكار مشاريعهم فى إطار بيئة تنافسية تتميز بالشفافية يخضعون خلالها لعمليات تقييم متتالية من قبل خبراء محكمين لديهم معايير محددة لتأهيل كل مشروع عبر ثلاث مراحل تنتهي بمنح الفائزين جوائز مالية مع حزمة من المنافع العينية كالاستشارات المالية والإدارية والتسويقية والتدريب وغيرها، وقد تصل إحداها إلى 200 ألف ريال مع إمكانية تبني المشاريع المشاركة من قبل هيئات التمويل والمستثمرين الداعمين للمسابقة. خطوات سهلة للاشتراك وفي معرض شرحه لآلية الاشتراك في المسابقة، أشار العثيم إلى إتاحة التسجيل عبر موقع «مبادر» على الإنترنت www.mubader.com.sa، وأوضح أن آلية المسابقة تعتمد على ثلاث مراحل رئيسية يمر بها المتسابقون، تبدأ الأولى بعنوان: «مشروعي في 60 ثانية» وتتضمن عرض المبادرين المشاركين للفكرة الرئيسية لمشاريعهم وكيفية تطبيقها بإيجاز بحيث لا تتجاوز مدة العرض دقيقة واحدة أمام لجنة التحكيم والجمهور، يتأهل بعدها الفائزون في هذه المرحلة مباشرة إلى المرحلة الثانية التي تحمل عنوان «مشروعي في 5 دقائق»، وتتضمن عرضا أكثر تفصيلا مدعوما بحقائق وأرقام من دراسة الجدوى الأولية، يتأهل بعدها الفائزون إلى المرحلة الثالثة والأخيرة تحت عنوان «مشروعي في 15 دقيقة» وهي عرض تفصيلي للمشروع مع ملخص لدراسة الجدوى الاقتصادية ودراسة السوق ونموذج للمنتج النهائي فى حال كانت المشاريع صناعية، ثم يحصل الفائزون فى هذه المرحلة مباشرة على جوائز المسابقة. ماذا تعني مبادرة «Entrepreneurship» المدون أسامة خالد مبرمج ومهندس برمجيات متدرب في شركة مايكروسوفت بالأردن ومؤسس موقع Skybia.com وهو شبكة تعليمية اجتماعية مبتكرة في مرحلتها التجريبية حاليا، يتطرق إلى تعريف المبادرة مشيرا إلى أنها «فعل لأحد الأشخاص يطلق عليه (المبادر) وهو الذي يتولى الابتكار والتمويل والفطنة الاقتصادية في محاولة لتحويل ابتكاراته إلى سلع اقتصادية مربحة». وتنتج عن هذه المبادرات غالبا، وفق رؤية خالد، منظمة جديدة أو محاولة لتنشيط منظمة موجودة بالفعل وإدخال منتجات جديدة إليها حسب التصور الأساسي لها، وهي تتسع لتشمل اتجاهات متعددة: «فهي تشمل إلى جانب الاتجاه الاقتصادي مبادرات اجتماعية وأخرى سياسية ومعرفية». وتشكل المبادرة، كما يشير خالد، عاملا أساسيا في الاقتصاد الصغير «والمقصود هنا المشاريع الصغيرة التي يبدأ فيها الأفراد وليس الشركات»: «فالدراسات أثبتت أن مفاهيم مبادرات الأعمال بدأت في القرنين ال17 وال18 الميلادي على يد كل من Richard Cantillon وAdam Smith لكن هذه المفاهيم لم تلق اهتماما حتى وقت متأخر من القرن ال20 الماضي وزاد الاهتمام بها في آخر الأعوام الأربعين الماضية». المبادرة أساس المشاريع الإلكترونية الناجحة لم يكن عالم شركات الإنترنت موجودا حين قامت فكرة المبادرات، لذلك عندما يبتكر المبادر منتجا يتوقع أن يكون مصدر دخل قوي نظرا إلى احتياج المجتمع له، فإنه يعتمد على نفسه في التسويق أو عن طريق الأهل والأصدقاء ريثما يتأسس عمل منظم يحقق مبيعات عالية وخدمات متقدمة تمكنه من استدرار رأس مال لتطوير العمل وزيادة المبيعات. ومع التطور الكبير في التقنية والتوجه العالمي لقطاع الإنترنت، ظهرت العديد من الخدمات كشراء الكتب من الإنترنت أو التسوق الإلكتروني أو حتى التواصل عبر الويب فكانت مجالا خصبا من خبراء عالم الإنترنت لبدء شركاتهم وتأسيسها والقيام أيضا بتوصيل خدماتهم ليس لمجتمعاتهم فقط بل للعالم أجمع. أشهر التجارب العربية في المبادرة ومن أشهر التجارب العربية التي حققت نجاحا ملحوظا تجربة الأخ عماد المسعودي، رائد الأعمال اليمني صاحب شركة aqarmap.com، وهي شركة بحث عقارية تعتمد في طريقتها على البحث بالخرائط. وأسس المسعودي هذه الشركة حين كان يعمل في شركة بوينج للطيران في أمريكا، وبعد فوزه بمسابقة MIT Arab business Plan Competition التي تقام سنويا، استطاع من مردود الجائزة أن يدير شركته حتى حصل أخيرا على دعم من شركة الاستثمار N2V العربية، ثم ترك عمله في شركة بوينج متفرغا لإدارة شركته في الإسكندرية .