لو كانت فيفا تقع في دولة لديها ثقافة سياحية استثمارية لتحولت إلى معلم سياحي عالمي ولتهافتنا نحن السعوديين قبل غيرنا على زيارتها وارتيادها دوما، ولأصبحت وجهتنا السياحية الأولى. نعم لو كانت.. ولكن لأنها عندنا في السعودية، فلم يطربنا سامرها السياحي، ولم نلتفت لها وتركناها تصارع تضاريسها الصعبة. أستغرب أن تتجاهلها المشاريع الاستثمارية في ظل أجوائها الموسمية الرائعة ومناظرها الطبيعية الخلابة.. ما يزيد فيفا جاذبية.. أنها قريبة من شواطئ جازان وجزيرة فرسان، وكل ذلك لم يشفع لها أن تكون وجهة سياحية تدر على مستثمريها الملايين. صعدت جبل فيفا أكثر من مرة، ولم أجد مكانا أجلس به حتى لو مقهى أتفرج من خلاله على المدرجات الخضراء، بل إن سيارتي لم أجد لها موقفا إلا بصعوبة، وبعدها اضطررنا أن نقف لدقائق معدودة في مكان خطر ما يثير تساؤلا ملحا: أي أدنى الخدمات البلدية لإيجاد مثل هذه الخدمة للاستمتاع بالمشاهدة من أعلى جبلها إلى قاعه. ما لفت انتباهي في فيفا أن هناك ما يشبه التلفريك بعضها يدوي والآخر كهربائي، مخصصة لنقل الحاجات المنزلية إلى الأماكن الأكثر وعورة، وانتشار هذه الوسيلة يكاد ينطق بأن التلفريك لم يصنع إلا لمثل هذه التضاريس، لأنه الأنسب والأقدر على التغلب على ارتفاعاتها الشاهقة ومنحدراتها السحيقة، وفي الوقت نفسه الوسيلة الأمتع للمشاهدة، والأسهل للتنقل بين جبالها وأماكن التجمعات السكنية الكثيفة، ورغم ذلك قرأت لوحة كتب عليها هيئة تطوير جبل فيفا، ولا أدرى أي تطوير يقصد به؟ الأغرب بعد كل هذا عن فيفا أنني ومثل غيري قرأت عنها في مطبوعات سياحية وشاهدتها في برامج تليفزيونية، ما يعني أنها تحت الضوء ويوحي أنها جاهزة للارتياد السياحي. ولكن حينما تأتيها تشك أن هيئة السياحة تعرف عنها شيئا!