اعتمدت الأندية أخيرا على إجراءات مشددة لأجل إجبار الإعلاميين وبخاصة «الصحفيون» على عدم أخذ أي حوار أو آراء أو تقارير أو أي من الوسائل الإعلامية المتعددة إلا بعد الرجوع إلى المركز الإعلامي وأخذ إذن من مديره الذي بدوره يخاطب اللاعب ويأخذ رأيه ومن ثم أخذ إذن المدير العام للكرة بالنادي، ويصدم الإعلامي بعد ذلك «بالرفض» أو أخذ مادته الإعلامية وسط تحفظات ورسم خطوط حمراء وتكبيل للمادة الإعلامية.. وهي طريقة أصبحت معظم الأندية تتبعها تجاه الإعلام المقروء فقط.. وهي ما أضاعت هيبة الإعلام المعني هنا.. فمن المتسبب في ذلك وهل هذه الطريقة أضاعت فعلا هيبة الإعلام المقروء وهزت صورة الإعلاميين.. وهو عكس ما كان في السابق، حيث كان للإعلاميين حرية وارتباط مباشر مع اللاعبين وهو ما كان يعزز العلاقة بينهما ويولد ثقة حميمة بين الطرفين يفهم خلالها الإعلامي ظروف اللاعب أو الإداري ويتجاوب معها. «شمس» التقت العديد من الإعلاميين لأخذ آرائهم حول هذا الموضوع.. الدكتور إبراهيم السعيد باحث إعلامي أكد أن الموضوع له جانبان الجانب الأول يخص الإعلامي باعتباره يحد من مصادره ويقيده، أما الجانب الثاني فيخص اللاعب وله شقان الأول أنه يحفظ حقوق اللاعب ويمنع التقول عليه والشق الآخر أنه يحد من حرية اللاعب في أن يقول ما يشاء «ومن وجهة نظر تخصصية فإن هذا بلا شك له تأثير في الإعلامي وصحيفته من حيث تقييده في انتقاء مصادره والمعلومة التي يطرحها، وأنا أؤيد الحرية الإعلامية بين الإعلامي واللاعب، للإعلامي في حفظ صفوفه ومصادره، ومن جانب اللاعب أن يتحدث ويقول ما يشاء مع المحافظة على حقوق الآخرين، والسياسة الإعلامية تتضمن حرية انتقال المعلومات والأفكار ما دامت في حدود الشريعة والأنظمة، ومن حق الإعلامي أن يأخذ مصادره دون قيد أو شرط وفي أي مكان وزمان، نعم هناك عذر للأندية باتجاهها لهذه الخطوة لعدة اعتبارات تراها من حيث تأثيرها في اللاعبين خصوصا اللاعبين قليلي الخبرة من حيث انتقاده أو توريطه تجاه نادٍ أو حكم أو لاعب معين، وبخاصة من قِبل بعض الإعلاميين حيث تتسبب في إيقاع عقوبات على اللاعب من قِبل لجنة الانضباط أو اللجنة الفنية». وأضاف الدكتور السعيد: «إذا ما كنا سنسير على هذا النهج طويلا فيجب أن يكون هناك متحدث للاعب غير مدير أعماله أو اختيار متحدث إعلامي ينقل ويجيب عن الاستفسارات التي يريدها الإعلامي كمصدر موثوق، وبهذه الطريقة التي يعمل بها في الكثير من الدول سوف تحمي النادي واللاعب. التويجري: حد من الفبركات توجهنا بالسؤال للمنسق الإعلامي للمنتخب الأول لكرة القدم محمد التويجري الذي أكد أن الموضوع هو تقنين للحوارات التي كانت بالسابق وتجاوزت الحد بالنسبة إلى الصحف والتي بسببها كانت «الفبركات» الحوارية المطولة للاعبين، حيث تجد أن اللاعب يفاجأ بحوار مطول جدا لم يقله ولم يتفوه به إطلاقا، وعد التويجري أن التنظيم الذي يحدث حاليا في العديد من الأندية مع المراكز الإعلامية عمل جيد: «أطالب بتوثيق المادة من قِبل المراكز الإعلامية صوتا وصورة من حيث التسجيل الصوتي أو الفيديو من قِبل مراكز الأندية لكي يحفظ حق الإعلام واللاعب وحتى تبتعد المواضيع المفبركة والاجتهادات المفتعلة من بعض الصحف وبخاصة في عناوين مسيئة، وغير موجودة في صلب المادة، وكذلك لتكون أرشيفا للاعب وناديه لذا لن تجد مجالا للاجتهادات أو مشكلات مختلقة، ونشاهد ذلك بأنه بدأ يظهر وبشكلٍ جيد وبدأت تتفاعل جهود المراكز الإعلامية بتزويد الصحف والقنوات التليفزيونية بالأخبار والتقارير والصور، وهذا ما كان يوصي به الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بالبحث عما يتواكب مع تنظيمات الاتحاد الدولي وكذلك الاتحاد الآسيوي من ترتيبات لذا نشاهد ترتيبات على مستوى عالٍ من خلال المؤتمرات الصحفية قبل المباراة وبعدها وكذلك منطقة الفلاش والإنترفيو...والمكس زوم وليت الأندية تطبق ذلك حتى في التدريبات اليومية مع الإعلاميين، وإنشاء الأماكن نفسها، وكان للجنة الإعلام والإحصاء بالرئاسة العامة لرعاية الشباب جهود مشكورة ودور متميز في التنظيم والإعلام الرياضي فيه لمسة من التطور والمهنية والمنافسة الشريفة».. وعاد التويجري بالحديث عن كثرة الحوارات للاعبين في الموسم الماضي للصحف وقال: «تجاوزت الصحف لدينا الحد المطلوب مع بداية الموسم ووسطه ويجب على الإعلام أن يتعامل باحترافية، فاللاعب مثل الطالب، فلا يجب أن تحاسبه إلا بعد أن ترى نتيجته نهاية الموسم.. وقال لدينا إعلاميون مع مرور الوقت سيتطورون ويتواكبون مع التطورات ويكونون دعامة قوية من خلال تطوير مهاراتهم وقدراتهم. العصيمي: نعم الهيبة ضاعت حمود العصيمي أحد الإعلاميين المخضرمين وصاحب خبرة عريضة في هذا المجال ويشغل منصب مدير المركز الإعلامي بنادي النصر كان من أكثر المنتمين للإعلام تأثرا حيث قال: «بالتأكيد فإن هيبة الإعلام «ضاعت»، وهذا محزن كثيرا لكن من تسبب في هذا هم بعض الإعلاميين أنفسهم الذين هم دخلاء على الإعلام وبعضهم كانوا في المدرجات وفي فترة وجيزة وضع نفسه «صحفيا كبيرا» هؤلاء هم من جعلوا الأندية تفقد المصداقية فيهم بسبب الفبركة والأحاديث التي لم تقل من اللاعب، وتفسير بعض الكلام بطريقة خاطئة في جمل معينة، وحقيقة الإعلام ابتلى بأناس بعضهم لم يكمل حتى دراسة الثانوية ولم يعرف أساسيات المهنة لذا تجد أنه صاحب أسلوب ركيك سواء في إجراء اللقاء أو الصياغة حتى إنه لا يحمل جهاز تسجيل لتوثيق الكلام فتجده يكتب ما يقال له على ورقة، لذا تجده ينسى معظم الكلام.. وحقيقة القيود حدت كثيرا وهو حق للأندية ما دامت الساحة الإعلامية موجودة وبزخم كبير وحقيقة هم ليسوا إعلاميين، والأمير فيصل بن فهد رحمه الله كان يحرص على وجود أدوات التسجيل خلال حديثه من أجل نقل الحقيقة بعينها وبالجملة نفسها، وهناك توجيهات من إدارة الإعلام والنشر برعاية الشباب بمعاقبة الصحفي الذي لا يوثق مادته الإعلامية». وأكد العصيمي بكونه شخصا مسؤولا بنادي النصر أنهم عانوا كثيرا هذا الشيء حتى المواد التي ينقلها بعض الإعلاميين من التليفزيون أو أي وسيلة إعلامية أخرى: «تجد الصحفي يفبرك عليها الكثير وحقيقة البعض وأكرر البعض من الإعلاميين وبخاصة من الجيل الحديث، ولا أتحدث عن الإعلاميين القدامى، بل بعض من دخلوا الصحافة من الباب الخلفي وبخاصة الميدانيون منهم حتى الدورات التي تقام لهم لن تجدي معهم وسوف تضيع تلك الدورات «هباء منثورا» لأن المجال الصحفي أصبح واسعا، والمطلوب أكثر من المتاح فتجده من أول عام أصبح كاتبا كبيرا ووجد مساحات للكتابة لم يجدها الإعلاميون السابقون، لذا تجد أن اللاعب يتجه للحديث إلى الإعلام المرئي، وأقصد بذلك القنوات التليفزيونية أفضل له وهي أراحتنا كثيراً»، ووجه حمود العصيمي دعوته لطلاب كلية الإعلام بالتوجه للإعلام الرياضي فهو مغرٍ ومجدٍ لمن له في الإعلام: «نحن نفتخر عندما نجد رؤساء تحرير وكتابا عظاما وصلوا لمناصب وكانت بداياتهم عبر الصحافة الرياضية ولعل منهم تركي السديري وهاشم عبده هاشم وعثمان العمير وغيرهم. الحرازي: ليس من حق الأندية تقييد اللاعبين مدير تحرير القسم الرياضي بجريدة المدينة مكتب الرياض عبدالله الحرازي قال: «أولا يجب أن نعرف مرحلة جديدة بين الإعلام والأندية، ومن حق الأندية أن تنظم لوائحها، لكن الوضع تقييد للحرية، واللاعب أصبح أداة أكثر من أنه إنسان، ففي جميع أندية العالم هناك أساسيات للوائح داخلية توضح عمل الإعلام لكنها لا تقيد حرية اللاعب، ولا تندرج ضمن تلك اللائحة ومن حق النادي على اللاعب حفظ أسراره والتقيد بالأنظمة، ومن حق اللاعب على النادي أن يعطيه كل جهده، ولكن ليس من حقه أن يقيد رأيه، وبالمناسبة فالمدرب والإدارة الذكية والمتمكنة هي من تتعامل مع عطاء اللاعب وليس مع كلامه، وعلى سبيل المثال كأس العالم التي أقيمت في إيطاليا 1990. حدث خلاف بين مدرب منتخب ألمانيا بيكنباور والمهاجم فولر الذي أبدى تذمره من تعامل المدرب معه، وعدم إشراكه في المباريات، وكان بيكنباور كل ما سئل عن ذلك يقول أنا أعلم وأنا المسؤول وأعرف متى أشرك اللاعب، وفي المباراة النهائية أشرك بيكنباور اللاعب وجلب له الفوز أمام منتخب الأرجنتين.. ولعل لنا في هذه القصة مثالا، ومن المؤسف حقيقة أن كثيرا من الأجهزة القائمة في الأندية لا تفرق بين الواجبات التي لها أو عليها وبخاصة فيما يخص مجال الإعلام أنت معي أو ضدي دون أن يكون هناك مساحة وإدراك أن الرياضة طير والإعلام جناحا هذا الطير، ولا يمكن أن يطير هذا الطير دون جناحيه ومنع دخول الأندية كما هو معروف من الإعلام.. من حق الأندية أن تقوم بفرض رسوم معينة على الحوارات الصحفية أو المادة الإعلامية الخاصة ولكن ليس من حقها أن تقيد الإعلام بأي نوع من الأسئلة. مؤتمر سنوي لياسر وكان قائد نادي الهلال والمنتخب السعودي ياسر القحطاني قد سبق أن صرح بأنه لن يتحدث لأي وسيلة إعلامية، وسيقيم مع نهاية كل عام مؤتمرا كبيرا يدعو له جميع وسائل الإعلام، ويتحدث عن جميع ما يخص حياته الكروية لكونه تعب من كثرة الاجتهادات والأقاويل التي تتحدث عن لسانه .