اعترف الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بحاجة السياحة الوطنية إلى المزيد من التطوير؛ لتكون جاذبة للمواطنين، لكنه أكد أن قطاع السياحة والقطاعات الخدمية الأخرى مهيأة لاستقطاب المواطنين للاستثمار وتقديم الخدمات في السياحة والتراث الوطني، ولفت إلى أن القطاع لن يكون قادرا على الانطلاق والنمو وتحقيق ما يمكن تحقيقه، إلا إذا تم احتضانه من قبل الدولة بوصفه قطاعا اقتصاديا متكاملا. وأشار في الوقت نفسه إلى أن الآلاف من طالبي العمل وآخرين من خريجي الجامعات والعائدين مع أسرهم من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي كلهم سيبحثون عن فرص عمل في بلادهم، وقال إن الإقبال الكبير على المهن السياحية من كافة فئات المجتمع وفي كل المناطق إضافة إلى تزايد أعداد الخريجين من الجامعات والكليات والمراحل الدراسية الأخرى يمثل تحديا تواجهه الهيئة وشركاؤها لإيجاد فرص العمل التي تواكب الطلب المتزايد على العمل في هذا القطاع الكبير. وأوضح الأمير سلطان بن سلمان في الكلمة التي ألقاها أثناء ترؤسه الاجتماع الخامس للجنة التوجيهية للمشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية «تكامل» أمس بمقر المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، إلى أهمية برنامج «تكامل» في توفير فرص العمل للمواطنين، مؤكدا أن قيام الهيئة بإشراك عدة جهات في اللجنة التوجيهية للمشروع هو دليل على اهتمام الهيئة بالتكامل والشراكة مع جميع الجهات ذات العلاقة. وجدد التأكيد على أن قطاع السياحة والخدمات ذات العلاقة أضحى قطاعا اقتصاديا كبيرا ومولدا مهما لفرص العمل على جميع المستويات وفي جميع المناطق والمحافظات والقرى، وبين أن أعداد العاملين في الوظائف المباشرة ارتفع من 267 ألفا عام 2006م، إلى 491 ألفا بنهاية عام 2010م، منهم 129 ألف سعودي، كما أن نسبة السعودة في الوظائف المباشرة ارتفعت من 10 % عند تأسيس الهيئة إلى 26 % بنهاية عام 2010م. وقال إن إستراتيجية السياحة الوطنية المحدثة ستصدر قريبا وتكتسب أهمية؛ لأنها بنيت على معلومات ومفاهيم متطورة ومستويات متقدمة من التعاطي مع مفاهيم السياحة المحلية. واطلع الأمير سلطان بن سلمان على تقرير عن الابتعاث الخارجي للدفعة الأولى على التخصصات السياحية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حيث بلغ مجموع المبتعثين لدراسة التخصصات السياحية 147 مواطنا ومواطنة في أمريكا وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وسويسرا. ومن جهة أخرى قدر مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل» في الهيئة الدكتور عبدالله الوشيل مجموع فرص العمل المباشرة وغير المباشرة بنهاية عام 2010م بنحو 1.2 مليون فرصة عمل «ومن المتوقع أن ترتفع إلى 1.5 مليون فرصة عمل بنهاية عام 2015م، وتصل إلى 2.2 مليون فرصة عمل بنهاية عام 2020م»، لافتا الانتباه إلى أن نسبة السعودة في قطاع السياحة تعادل ثلاثة أضعاف نسبة السعودة في القطاع الخاص بشكل عام. أما الدكتور على الغفيص رئيس المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني فاستعرض خطة المؤسسة لتشغيل خريجى الكليات السياحية وتأهيل مدربيها، مؤكدا أهمية قطاع السياحة الوطنية في توفير فرص العمل لدى المواطنين في جميع مناطق المملكة، وقال إن المؤسسة من خلال كليات السياحة والفندقة ستعمل على تخريج كوادر سعودية مؤهلة للعمل في القطاعات السياحية بمهنية وحرفية عالية .