يروي الفيلم قصة الشابة «بيثاني هاميلتون» التي تبلغ من العمر 13 سنة، وتعيش في هاواي مع والديها «توم» و«شيري» وأخوين يكبرانها في السن. وتمارس «بيثاني» رياضة الركمجة «ركوب الأمواج» وقد كبرت وهي تعشق هذه الرياضة، حتى إنها تتخلى عن بعثة دراسية لأجل خوض منافسة إقليمية لبطولة الركمجة، وفعلا تفوز لتحصد النجاح هي وصديقتها المقربة «الانا» مع عقد للعمل في مجال الإعلانات، وفي ليلة عيد الهالوين، وحينما تذهب «بيثاني» مع بعض الأصدقاء لممارسة متعتهم الأثيرة بركوب الأمواج، يحدث تطور دراماتيكي يقلب مسار الأحداث، حين تتعرض لهجوم من سمك القرش الذي يقضم ذراعها اليسرى المدلاة في الماء، وبعد إسعافها للمستشفى بعد أن تفقد الكثير من دمها، تستفيق لتواجه الخبر الصاعق بأنها فقدت ذراعها على أمل التعويض بطرف اصطناعي تجميلي لا يمكنها من التحكم بحمل الأوزان، وهو ما يقضي تماما على آمالها وخطوات مستقبلها كبطلة لركوب الأمواج، ولكن الجميع بالتفافه حولها يعيد إليها الأمل لتعود للماء بمثابرة وعناد متغلبة على الإعاقة، على أمل أن تشترك في سباق قادم. وفي عام 2004 حين ضرب زلزال المحيط الهندي وتسبب بما عرف ب «تسونامي»، تقرر «بيثاني» الانضمام لمجموعة من الشباب لمساعدة المنكوبين في تايلاند، وهناك ستلهم الجميع بعد أن تنقذ حياة طفل يعيد لها الأمل والثقة بنفسها وقدرتها على تجاوز الإعاقة بمزيد من المجهود وتطوير الأدوات، وحين تعود تقرر الاشتراك في البطولة الإقليمية، وفعلا تشترك من دون أن تفوز لكنها وبفضل إيمان الجميع بقدرتها وبإيمانها العميق الراسخ تثبت أن بإمكانها العودة لمضمار حياتها السابق. بين إنسانية القصة وتجارية الصورة سيناريو الفيلم الذي وضعه «دوغلاس شوارتز» و«مايكل بيرك» مأخوذ بالأصل عن مذكرات شخصية ل«بيثاني هاميلتون» صدرت في عام 2004 وتحمل اسم الفيلم نفسه، لكن كاتبي السيناريو استندا إلى مقابلات مع أسرة لبيثاني وأصدقائها، من أجل معرفة الصراعات غير المنشورة، وبالتالي صوغ حبكة ذاتية درامية لا تخلو من التشويق والإثارة، وهو طابع الأحداث التي عكستها رؤية المخرج «شون مكنمارا» الذي قدم القصة بقالب إنساني لا يخلو من المغامرة، إذ بدأ العمل على الفيلم مع طاقم الكتاب في عام 2006 وانتهى من جمع مواده بعد عامين، لكن الإنتاج تأخر، والمحصلة كانت رؤية إخراجية تثبت موهبة هذا المخرج وخصوصا في الإبهار البصري بمشاهد ركوب الأمواج، وبالاستخدام المدروس للقطات الواسعة والكوادر العريضة لعدسات الكاميرا، وبتغذية من الموسيقى التصويرية التي كتبها «ماركو بلترامي» وساهمت في تنمية الأحداث ورفعت من سويتها الدرامية، وبالتكنيك العالي لاستخدام المونتاج، والأهم باختيار الممثلين أنفسهم وخصوصا «آنا صوفيا روب» في دور «بيثاني هاميلتون» وكذلك الممثل القدير «دنيس كوايد» والقديرة «هلين هنت». لكن ذلك لم يشفع للفيلم الذي لم يخرج من بوتقة التجارية والنمطية لما قدم سابقا من أفلام تدور حول موضوعات التغلب على الصعوبات واستعادة الحياة بعد تغيراتها الدراماتيكية. «راكبة الأمواج الملهمة» فيلم يقدم رؤية إنسانية ورسالة فلسفية فهو يقدم وصفته عن الإيمان بقدرة الإنسان على تجاوز العقبات والصعوبات مهما كانت مدمرة ومؤلمة