أذهلت الأرقام الخيالية لمقتنيات المعرض السعودي الدولي للمجوهرات المنعقد حاليا بجدة الكثير من الزوار والقراء حول كيفية حماية تلك المجوهرات والتي تصل قيمتها إلى قرابة ال 500 مليون ريال، وكيف يمكن لحارس وافد يتراوح راتبه ما بين 1500 وثلاثة آلاف ريال عدم الوقوع في غواية ملايين تحت حراسته الشخصية، أو على الأقل مراقبة لصوص من السيدات يدخلن المعرض بغرض الاطلاع ويسرقن ما خف حمله وارتفع ثمنه، وهل شركات التأمين الوطنية لديها القدرة على التغطية التأمينية لمثل تلك المعارض أم تضطر إلى ما يسمى «إعادة التأمين» لدى شركات التأمين العالمية. وحول حجم ونوعية الحراسة للمعرض أكد مدير عمليات الحراسات الأمنية في مجموعة «جروب فور» محمد المنسكي أنه خصص أكثر من 45 حارس أمن من مختلف الرتب الأمنية الخاصة وعلى مستوى عال من الكفاءة والتدريب لحراسة القاعة التي تعرض فيها المجوهرات وما حولها طوال أيام العرض، مشيرا إلى أن وجود هذه المجوهرات الغالية الثمن والنادرة تتطلب جهودا مكثفة من أجل حمايتها. ولفت إلى أنه روعي الدقة في اختيار الأفراد والكوادر القائمة على الحراسات الأمنية للمجوهرات، كما تم وضع أجهزة متطورة جدا في مداخل القاعة للكشف وتفتيش الزائرين من الداخلين والخارجين إلى قاعة العرض والذي تجاوز عددهم حتى أمس خمسة آلاف زائر وزائرة، وأشار إلى أن فريق الحراسات الأمنية يجد تجاوبا من قبل الزوار وهو ما يعكس رقي المجتمع السعودي ووعيه بثقافة المعارض الدولية. من جهته أوضح مدير خدمة نقل الأموال في شركة «المجال الأمنية» محمود أنس حسان أن الفريق الأمني عهد إليه بحماية ونقل المجوهرات من إدارة الجمارك في المطار وحتى فندق هيلتون، حيث القاعة الخاصة بالمعرض والتي كانت مجهزة بكافة أنواع الحماية الأمنية، حيث تم نقل المجوهرات بواسطة سيارتين مصفحتين ضد الرصاص، ومؤمن عليهما مع طاقم مسلح بدءا من تحرك المصفحة من المركز إلى المطار ثم إلى الفندق بواسطة. وبين محمود أنس أن السيارتين المصفحتين مؤمن عليهما من قبل شركة تأمين لتعويض الجهات المالكة لتلك المجوهرات حال ضياعها أو سرقتها أو إتلافها أو حدوث حريق وغير ذلك من أشكال الخطر، مشيرا إلى أن المصفحة الواحدة تسع لنحو سبع حقائب وثلاثة أكياس، وأكد أن عملية نقل المجوهرات في المرحلة الأولى تمت بنجاح في ظل الاستقرار الذي تشهده المملكة إلى جانب اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة. وفي الوقت الذي حققت الإجراءات الأمنية الهدف في حماية هذه الممتلكات النادرة وضعت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وهي الجهة المختصة بالاهتمام بالثروات الطبيعية مختبرا متخصصا في الكشف عن جودة المجوهرات المعروضة ونوعيتها، حيث يقوم فريق متخصص في الثروات الطبيعية برئاسة فيصل علام رئيس وحدة الأحجار الكريمة بهيئة المساحة الجيولوجية وعضوية ماجد القرشي وأحمد أبو عيش بالكشف عن الجودة النوعية للمجوهرات والألماس والأحجار الكريمة تفاديا للغش التجاري والتقليد ودون تدخل في قيمتها أو سعرها. وإلى ذلك شهد المعرض الذي تقام فعالياته في واحد من أكبر فنادق جدة عرض عدد كبير من قطع المجوهرات النادرة والثمينة والألماس وتجاوز سعر أحد الخواتم 40 مليون ريال. وأكدت رئيس اللجنة المنظمة للمعرض هيا السنيدي توافر كافة الاحتياطات الأمنية للمعروضات، وذكرت أن المعرض يشهد لأول مرة عرض قطعة واحدة من أهم القطع النادرة في مجال المجوهرات يعود تاريخها إلى 500 سنة، وصنعت في الهند ووزنها 30 قراطا كتب عليها الآية القرآنية «لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين»، إلى جانب قطعة ألماس نادرة قيمتها 11 مليون دولار كانت لإحدى الأميرات في إيطاليا أهداها إليها زوجها وكتب عليها «الحياة لنا»، وقالت السنيدي إن الدورة الحالية للمعرض تستهدف ما يزيد على سبعة آلاف زائر من الأمراء والأميرات وصفوة المجتمع وكبار الشخصيات ورجال وسيدات الأعمال وقناصل وسفراء الدول والمهتمين بعالم المجوهرات، كما يشهد حدثا فريدا وجديدا وهو توقيع عقد تعاون مشترك بين شركة السنيدي لتنظيم المعارض وشركة ريد للمعارض الدولية وهي أكبر شركة في العالم في مجال تنظيم المؤتمرات والفعاليات. وأكدت أن اللجنة المنظمة ستقيم فعاليات عديدة ضمن المعرض تهدف إلى توعية المجتمع بعالم المجوهرات والحجار الكريمة، وهو ما يساعد على فتح مجالات العمل وصقل مواهب الشابات والشباب في مجال تصميم وصناعة المجوهرات، ويمنح الكثير من الأمل في تحقيق طموحات المصممين والمصممات في التواجد بتميز بين المصممين العالميين. وذكرت أن مسابقة تصميم المجوهرات الثانية التي يشارك فيها أكثر من 15 شابا وفتاة هدفت إلى إتاحة الفرصة لمن يرغب من متخصصي وهواة تصميم المجوهرات السعوديين لإظهار مواهبهم، حيث رسم المشتركون تصميما ضمن إطار التصاميم الإسلامية، وقالت إن هناك لجنة تحكيم دولية ومحلية ستحدد في اليوم الثالث من أيام المعرض التصاميم الفائزة بالمراكز الثلاثة، وسيتم توزيع الجوائز على الفائزين الثلاثة في اليوم الرابع .