لأن الكلب أذكى من ذيله فلو كان الذيل أذكى لهز الذيل الكلب، هذه هي الجملة المفتاحية لأكثر الأفلام الأمريكية ذكاء خلال عقد التسعينات، حكاية الفيلم «Wag the dog» الشديدة الغرابة والطرافة قد تروق للأشخاص المؤيدين لنظرية المؤامرة وخصوصا بعد إعلان مقتل زعيم القاعدة بن لادن الاثنين الماضي. الفيلم يبدأ قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية ب11 يوما وفي الوقت الذي يتقدم فيه الرئيس الحالي الاستطلاعات بفارق جيد تتهمه فتاة بمحاولة التحرش بها جنسيا وهذا يعني تدمير شعبيته والإطاحة به من البيت الأبيض خاصة أنه لا يوجد وقت للتحقيقات، هنا يتدخل أحد مساعدي الرئيس «روبرت دي نيرو» بخطة عبقرية للحفاظ على شعبية الرئيس خلال الأيام المتبقية، الخطة تكمن في التغلب على الكلب «الرأي العام الأمريكي» هو أن تجعله يصنع بنفسه ذيلا أذكى منه ليتحكم هذا الذيل في الرأي العام ويوجه أنظاره بعيدا عن فضيحة الرئيس الجنسية ولا يوجد ما هو أضخم من انتهاك الأمن القومي بصورة خطيرة تجبر أمريكا على خوض حرب ما، يتدخل المنتج الهوليوودي «داستن هوفمان» لصناعة حرب خيالية في ألبانيا ويتم إغراق الشعب بمقاطع فيديو وأغان وشعارات وأخيرا ورغم تدخل ال«سي آي أيه» وإعلانها أيضا تليفزيونيا انتهاء الحرب إلا أنهم ينجحون في خلق بطل قومي أمريكي في ألبانيا هو في الأصل سجين أمراض عقلية. الفيلم الذي ينتهي بجنازة مهيبة للبطل وفوز ساحق للرئيس يعكس ما قد يفعله الإعلام في عقل الشعوب الشغوفة بالتعلق بالحواس دون تفكير، وكما يقال عن نقد النقد يجلس المحللون في المشهد الأخير يتحدثون عن سيطرة الإعلام والإعلانات على عقول الأمريكيين قاصدين بذلك مجموعة الإعلانات السخيفة التي أنتجها فريق عمل الرئيس كدعاية انتخابية له قبل وقوع الأزمة وليس أفلام الحرب في ألبانيا التي صدقوها بالطبع، خلال الأعوام التي تلت الفيلم أصبح عبارة «لماذا يحرك الكلب ذيله؟» أيقونة للخداع الإعلامي الذي تفعله الحكومات لإلهاء الشعوب.