حقق المنتخب السعودي الأول لكرة الماء إنجازا تاريخيا يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي تحققت للرياضات السعودية على كافة الأصعدة وذلك من خلال حصوله على لقب بطولة العالم للجائزة الدولية الثالثة لكرة الماء التي اختتمت منافساتها أمس الأول على مسبح رعاية الشباب بالدمام «الصالة الخضراء» بعد أن تجاوز نظيره المنتخب الإيراني بالركلات الترجيحية 7/6 «الوقت الأصلي والإضافي 4/4» وسط فرحة عارمة غطت الصالة بهذا الإنجاز. تهنئة بالإنجاز بارك رئيس اتحاد السباحة ورئيس اللجنة العليا لبطولة العالم لكرة الماء الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله بعد ختام البطولة مساء أمس الأول على مسابح رعاية الشباب بالدمام لجميع الشعب السعودي حكومة وشعبا تحقيق المنتخب السعودي للقب بطولة العالم لكرة الماء، معتبرا أن هذا الإنجاز يضاف للإنجازات الكثيرة التي تحققها السعودية. مضيفا «اليوم فرحتنا فرحة وطن، فالكل يجب أن يفرح ويفتخر بهذا الإنجاز السعودي وهذا لم يكن ليحدث لولا الدعم اللا محدود الذي نلقاه من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونائبه الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وبمتابعة واهتمام واتصال متوال من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل الذي كان له الأثر الأبرز في تحقيق هذا اللقب الغالي»، مبينا أن اللقب تحقق بتضافر الجميع والأجمل أنه جاء على منتخب قوي وأحد أهم المنتخبات في آسيا هو المنتخب الإيراني. ووعد بتلافي الأخطاء التي حدثت في هذه البطولة وتداركها في المستقبل وأنهم يسعون للمحافظة على هذا المستوى العالي للاعبي المنتخب السعودي لكرة الماء وتطوير اللعبة بشكل كبير في المستقبل القريب، مثنيا على الإعلام السعودي واصفا إياه بأنه شريك أساسي في هذا المنجز الوطني وأحد أهم الأسباب في نجاح البطولة. متابعة دقيقة لم يعق انشغال الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بمهام سفره إلى قطر، سبل المتابعة لمنتخب بلاده لكرة الماء وهو يخوض مباراة الختام أمام منتخب إيران، حيث كان يتابع عن طريق الاتصال الهاتفي كافة مجريات المباراة لحظة بلحظة وهو في طريقه من الرياض إلى قطر عبر رحلة أقلعت وقت مباراة الختام، حيث ترأس وفد المملكة في المؤتمر الدولي التاسع للرياضة والبيئة بصفته رئيس اللجنة الأولمبية السعودية وعضو اللجنة الأولمبية الدولية. وبحسب المستشار الإعلامي للبطولة خالد الجناحي، أن عاملين في مكتب الرئيس العام لرعاية الشباب أجروا معه نحو 20 اتصالا خلال ضربات الجزاء فقط بهدف نقل ما يجري في المسبح إلى الأمير نواف، ولم تنته الاتصالات إلا مع إعلان فوز المنتخب السعودي، حيث أبلغ الأمير بحصوله على كأس المركز الأول. إعداد جيد حزمت البعثة السعودية حقائبها قبل البطولة للذهاب إلى معسكر إعدادي تم اختيار جمهورية الجبل الأسود «مونتنيجرو» حيث أقامت هناك لمدة شهر ضمن معسكر تخلله 14 لقاء وديا. وأكد مدير المنتخب محمد غلاب أنهم واجهوا فرقا متفاوتة المستوى من بينها فرق تعد الأفضل في القارة الأوروبية، وهو الأمر الذي رغب من خلاله المدرب «ماركو فيتش فيسكو» في تعويد لاعبيه على كافة المستويات من اللقاءات، ثم عاد المنتخب إلى الدمام قبل بداية البطولة بثلاثة أيام فقط الأمر الذي ساعد على إبقاء الجاهزية الفنية والذهنية للاعبين في أعلى مستوياتهما. «مشوار الحصاد» انطلق مشوار المنتخب السعودي بقوة منذ البداية، فتجاوز عقبة المنتخب التشيلي في الافتتاح بنتيجة 13 6، بعد ذلك سارت الأمور بشكل أسهل فتجاوزت القروش الخضراء منتخب سنغافورة 9 1، ثم تغلب على منتخب الجزائر 19 5، وختم لقاءاته في الدور الأول بالفوز على منتخب بيرو 14 2، ليتأهل بصفته بطلا للمجموعة الأولى إلى النهائي مباشرة حسبما نص عليه نظام البطولة، ليجد المنتخب الإيراني في طريقه الذي تصدر بدوره المجموعة الثانية بخمسة انتصارات متتالية، وكما توقع الجميع كان اللقاء هو الأجمل في البطولة حيث تعادل الفريقان في الأشواط الأصلية والإضافية قبل أن يتم اللجوء إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت للمنتخب السعودي بفوزه بنتيجة 7 6 بعد تألق لافت للحارس ياسر برناوي الذي رد ثلاث ضربات ترجيح ليتوج المنتخب السعودي بلقبه الأول في تاريخ البطولة العالمية. عزيمة الأبطال قدم مدير المنتخب السعودي محمد غلاب تهانيه لجميع الجماهير السعودية بعد تحقيق اللقب العالمي، «الحمد لله فقد حقق الله المراد ووصلنا إلى ما سعينا له وهذا بفضل الله ثم المجهودات الكبيرة والمتابعة المستمرة التي كان يقوم بها الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله رئيس الاتحاد السعودي للسباحة الذي بذل الغالي والنفيس من أجل تهيئة هذا المنتخب حيث أقمنا العديد من المعسكرات الداخلية والخارجية ولعبنا العديد من المباريات الودية التي مكنتنا من أن نكون في جاهزية تامة لخوض هذه البطولة مضيفا «اللاعبون استوعبوا ما كان مطلوبا منهم وطبقوا تعليمات المدرب وكان بينهم تعاون كبير داخل المسبح وخارجه وكنا نعمل أسرة واحدة وهو ما وصلنا إلى تحقيق هذا اللقب الغالي». واعتبر مدرب المنتخب السعودي فيسكو أنه محظوظ بتدريب منتخب لديه الإمكانيات والمنشآت العالية فضلا عن أن هذا المنتخب يقوده أشخاص لديهم الرغبة الكاملة في تطوير هذه الرياضة وإيصالها إلى أعلى منصات التتويج، «أي عمل في الدنيا مستحيل أن يكتمل ما لم تكن عوامل النجاح موجودة مثل العنصر والإمكانيات والمنشآت إضافة إلى الدعمين المادي والمعنوي وآخر عوامل النجاح تتمثل في تواجد الجمهور وهو العنصر الأهم وهذا كله وجدته لدى الاتحاد السعودي لكرة الماء. لقد قدمنا عملا متميزا قبل انطلاق البطولة بشهرين حتى تحقيق اللقب. يجب أن أشيد بالروح القتالية التي ظهر بها اللاعبون طيلة فترة البطولة خصوصا المباراة النهائية التي كانت مثيرة بكل ما فيها»، مشيرا إلى أن هذا اللقب سيكون له دور إيجابي في رفع الروح المعنوية لدى اللاعبين وتطوير اللعبة وانتشارها بشكل كبير. البطولة الأغلى أكد أفضل حارس في البطولة حارس منتخبنا الوطني ياسر برناوي أنهم استحقوا اللقب عطفا على المستوى الفني الرفيع والثابت في جميع اللقاءات، «استحققنا اللقب بجدارة، كما أن دعم الجمهور لنا كان رائعا وكان له دور كبير في عمل الفارق خاصة في اللقاء النهائي. لدينا مجموعة متميزة من اللاعبين ونعمل مع بعض منذ أعوام، ولن أنسى مدربنا الذي أضاف لنا الكثير فنيا»، مضيفا «إنها البطولة الأغلى في مشواري مع المنتخب بعد انضمامي قبل خمسة مواسم، ولا يزال حلمي كبيرا بتحقيق إنجازات أخرى». وتابع «هدفنا المقبل البطولة العربية حيث ستكون المنافسة قوية هي الأخرى لكننا أكثر ثقة بقدراتنا وسنعمل للمنافسة على اللقب»، متمنيا أن تكون البطولة العالمية فاتحة خير لتعزيز الاهتمام الإعلامي والجماهيري باللعبة .