نسمع طوال السنوات الماضية عن الاستثمار في المجال الرياضي، ولكن لم نر إلا محاولات خجولة كجوال الأندية وتجربة نادي الشباب الذي استفاد من موقعه في شمال الرياض، في فتح ملاعبه المختلفة لاشتراكات الجمهور المدفوعة. ولكن قبل أكثر من سنة، اتخذت شركة موبايلي ونادي الهلال أحد أجرأ القرارات الاستثمارية في مجال الرياضة، ألا وهو افتتاح متجر يبيع ليس فقط ملابس رياضية، بل أيضا ملابس يومية وألعابا وإكسسوارات وغيرها أسوة بالأندية العالمية الكبرى الأخرى كيوفنتوس وريال مدريد. ما جعل هذا القرار جريئا في نظري ونظر الكثيرين هو أن هذه الأندية العالمية توجد لمنتجاتها حماية من التقليد، على الأقل في بلدانها. بينما شكك الكثيرون في نجاح تجربة متجر الهلال بسبب انتشار البضاعة المقلدة التي تحمل شعار الأندية السعودية في كل مكان وبأسعار زهيدة. ولكن افتتاح المتجر مطلع فبراير الماضي أثبت عدة أمور. أولها قوة الذراع التسويقية لموبايلي. ولكن أهم ما أثبته نجاح هذا الافتتاح هو أن الاستثمار الرياضي متى ما طبق بشكل سليم فعوائده مجزية. فنجاح المتجر فعلا مدهش فقد أصبح الذهاب إلى متجر الهلال كأنه جزء من روتين العائلات في إجازة نهاية الأسبوع. أما في أيام الأسبوع فإن البحث عن موقف للسيارة في محيط 300 متر من المتجر يبدو أمرا مستحيلا. طبعا قد يقول البعض إن هذا النجاح سيكون فقط في البداية ومن ثم يمل الناس. ولكن بعد مضي شهر على الافتتاح لا يزال الإقبال عاليا، وأعتقد أنه سيصبح أحد معالم مدينة الرياض الذي يشتري منه زائرو المدينة الهدايا التذكارية. المهم هو أن تحاكي هذه التجربة الأندية السعودية الجماهيرية الأخرى. وأن تكون بداية حقيقية للاستثمار الرياضي في عهد الأمير نواف بن فيصل. فمن زار ملاعب الأندية العالمية يجد أن بها متاحف ومتاجر ومطاعم وأماكن تسلية للأطفال يستطيع من يذهب لمشاهدة مباراة قضاء يومه أو نصف يومه في الملعب رغم كثرة وسائل الترفيه الأخرى بينما لا يوجد لدينا أي شيء من ذلك. لا شك أن أرض الاستثمار الرياضي لدينا خصبة وتنتظر من يزرعها ويحصدها.