تبددت أحلام سكان منطقة الخبراية التابعة لمحافظة العارضة شرق جازان من أن تتمتع طالباتهم بالدراسة في مدرسة أكثر أمانا وتجهيزا يواكب المتطلبات الأساسية للعملية التربوية بعد تحول مشروع المدرسة الجديدة إلى أطلال بعد بدء العمل فيه قبل أعوام وهو المشروع الذي كان ينتظر منه أن يوفر لطالبات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة استقلالية وخصوصية في المكان نظرا إلى إطلالة المدرسة الحالية المستأجرة على مبانٍ مجاورة تعج بالسكان. وطالب السكان من إدارة تعليم جازان بسرعة إنجاز مبنى مدرسة الجوة الحكومي الذي مضى عليه أربعة أعوام دون أن يتم إنجازه إلى الآن، على الرغم من الانتهاء من مشاريع مدرسية مماثلة تم بدء العمل فيها مع مدرستهم ومنها مدرسة البنات بالعقلة. وذكروا أن المبنى الحالي للمدرسة غير مناسب ويتميز بالضيق ويشترك في أسواره مع عدد من المباني، وهذا ما قد يشكل خطرا على الطالبات، الأمر الذي يجعلهن غير مهيآت نفسيا للدراسة فيه خصوصا هو ما يؤدي إلى تراجع مستوياتهم الدراسية، مشيرين إلى أن المبنى الحكومي يمكن أن يستوعب إضافة المرحلة الثانوية إليه وهي ميزة ستضع حدا لطالبات تلك المرحلة من قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مدرسة. ورأى كل من يحيى حسين وعلي البيشي أن المبنى الحكومي بات مطلبا أساسيا كونه يعد قاعدة أساسية لتحقيق الأهداف المرجوة والرقي بالعملية التعليمية، وأيضا لما فيه من قاعات ومختبرات مدرسية تضم كل الأجهزة المخبرية، وفصولا واسعة وذات تهوية جيدة، كما أن المباني الحكومية تتميز بوجود اشتراطات السلامة كمخارج الطوارئ وأجهزة الإنذار وغيرها وهو ما تفتقر إليه المدرسة الحالية المستأجرة التي تتميز بموقع غير مناسب وتجهيزات غير كافية. كما طالبا بإضافة مرحلة ثانوية ضمن المبنى الحكومي الذي لم ينجز حتى الآن نظرا إلى أن أقرب مدرسة ثانوية من المنطقة تبعد قرابة ال 60 كيلومترا والوصول إليها فيه مشقة على الطالبات وأولياء أمورهن خصوصا فيما يتعلق بتوصيلهن عبر حافلات يهيمن عليها بعض المقيمين، حيث تصل أجورهم للطالبة الواحدة إلى 500 ريال وهذا ما أثقل كاهلهم على حد قولهم وجعل عددا من أولياء الأمور يوقف تعليم بناتهم في المرحلة المتوسطة. أما شيخ قبيلة الخبراية حسين جابر خبراني فذكر أن المبنى الحكومي هو الحل الأمثل نظرا إلى ازدياد عدد السكان الكبير الذي تشهده المنطقة وخدمتها لعشرات القرى ومئات الطالبات كونها من أكبر مناطق العارضة من الناحية السكانية وأيضا بعده النسبي عن المباني السكنية واستقلالية أسواره وعدم اشتراكه مع مبانٍ أخرى وهذا ما يجعل الطالبات يتمتعن بمزيد من الخصوصية. وأضاف أن المبنى يوفر للطالبات الأمان في حالات الطوارئ خصوصا عند حالات الإخلاء نظرا إلى اتساع المكان. من جهة أخرى أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بتعليم جازان محمد الرياني ل«شمس» أن العمل جار في تنفيذ مدرسة الخبراية للبنات «نموذج 12 مقاوم للزلازل» من قبل إحدى الشركات، مشيرا إلى أن المشروع بدئ العمل فيه في 2/4/1429، وكان من المتوقع أن يتم الانتهاء منه بتاريخ 1/12/1430 ولكن المقاول لم يلتزم بالبرنامج الزمني المحدد. وذكر أنه تم توجيه عدة إنذارات للمقاول الذي يقوم حاليا بتكثيف العمالة لإنهاء المشروع خلال عام للاستفادة منه ليحل بديلا عن المبنى المستأجر الحالي. يذكر أن المدرسة شهدت تسلل مجهول إلى فنائها قبل عطلة الربيع والتقاط بعض الصور خلال احتفالية للطالبات، قبل أن يهرب مستغلا مجاورته للمدرسة ووجود فتحات في السور الخارجي للمدرسة. وفتحت شرطة العارضة تحقيقا في الواقعة بعد الشكوى التي تقدم بها أولياء أمور الطالبات، حيث أكد الناطق الإعلامي لشرطة جازان النقيب عبدالله القرني أن شرطة العارضة فتحت تحقيقا في الحادثة وسيتم اتخاذ الإجراءات النظامية والكشف عنها فور الانتهاء منها، في الوقت الذي يجري فيه البحث عن المصور الهارب. كما فتحت إدارة تعليم جازان تحقيقا موسعا مع حراس المدرسة الذين سمحوا بدخول أحد الإعلاميين لتصوير سور المدرسة من الداخل لتوثيق الحادثة الأولى وقت الدوام الرسمي، وذلك بناء على شكوى تقدمت بها وكيلة المدرسة .