طالب المشاركون في المؤتمر السعودي لرعاية الأيتام في ختام فعالياته أمس بإنشاء هيئة عليا لرعاية الأيتام على غرار المجلس الأعلى للمعاقين وغيرها من المجالس، وتوصل المؤتمر الذي نظمته الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض «إنسان» إلى إعداد 110 توصيات تخضع لإعادة بلورة وتنقيح قبل الإعلان عنها. وعقدت ثلاث جلسات عمل فيما خصصت الجلسة الختامية لإعلان التوصيات، وأدار الأولى التي ناقشت «محور التحديات والصعوبات» الدكتور علي بن إبراهيم النملة، وتضمنت سبع أوراق علمية، حملت أولاها عنوان «رعاية الأيتام كمسؤولية اجتماعية» قدمتها الدكتورة فوزية بنت محمد أخضر، فيما كان عنوان الورقة الثانية «المشكلات التي تواجه الأمهات البديلات في العمل مع الأطفال الأيتام والحد من تفشيها من منظور اجتماعي» وقدمها الدكتور عصام بن عبدالرازق علي، وكان عنوان الورقة الثالثة «مشكلة ثبات وكفاءة الأم البديلة في قرى الأيتام»، وقدمتها بارعة بهجت خجا، فيما حملت الورقة الرابعة عنوان «حاجات البالغات من مجهولات النسب بعد خروجهن من المؤسسات الإيوائية للأيتام، ودور الخدمة الاجتماعية في إشباعها» وقدمتها آمنة عبده البراق، في حين كانت الورقة الخامسة في هذه الجلسة بعنوان «تطوير الكفاءة الإدارية من خلال تطبيق الجودة الشاملة» وقدمتها الدكتورة فاطمة بنت محمد فارسي. أما الورقة السادسة في هذه الجلسة فكانت بعنوان «المشكلات التي تواجه العمل مع الأيتام أثناء تقديم الخدمات الاجتماعية» وقدمتها مها بنت حمدان العنزي، فيما حملت آخر ورقة في هذه الجلسة عنوان «تحديات تعليم اليتيمات ذوات الظروف الخاصة في الدور الإيوائية» وقدمتها ريا حامد الملفحي. وطرحت بارعة بهجت مشكلة ثبات وكفاءة الأم البديلة في قرى الأيتام, وخلصت إلى أن المعوقات التي تواجه نجاح الأمهات البديلات هي طبيعة العمل التي تتطلب الإقامة شبه الدائمة بالقرية, إضافة إلى عدم الأمان الوظيفي لوظيفة الأم البديلة، وعبء المهام الوظيفية التي تقوم بها هذه الأم، وأخيرا البعد عن الأسرة. بينما تطرقت ريا حامد إلى التحديات التي تواجه تعليم الفتيات اليتيمات من ذوي الاحتياجات الخاصة, ودعت إلى أن تتبنى وزارة الشؤون الاجتماعية المقترح المقدم في مؤتمر الأمن الفكري، الذي ينص على أن يخضع كل متقدم للعمل داخل الدور الإيوائية لنوع من الاختبار والقياس النفسي والديني والاجتماعي والتعليمي على أن ينشأ هذا الاختبار من خلال تعاون إمارات المناطق ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارات الصحة، والتربية والتعليم والتعليم العالي، وجامعة نايف للعلوم الأمنية لإعداده ودراسته، والنظر في مدى إمكانية تطبيقه في القريب العاجل. الإعلام والأيتام وناقشت الجلسة الثانية «الإعلام والأيتام»، حيث أدار هذه الجلسة رئيس اللجنة العلمية في المؤتمر الدكتور عبدالعزيز الدخيل، وقدمت فيها أربع أوراق علمية، كانت أولاها للدكتور أسامة ياسين محمد بعنوان «دور وسائل الإعلام في إنجاح وتفعيل رعاية الأيتام»، أعقبها ورقة للدكتور محمد بن عبدالله الشويعر بعنوان «الحوار وأهميته في تكوين شخصية اليتيم»، ثم ورقة لأماني بنت عبدالله الجحدلي بعنوان «منهاج التفكير مع أنوس وتأصيل الهوية الإسلامية لدى الأيتام من ذوي الظروف الخاصة». واتفق المتحدثون في هذه الجلسة على أهمية وسائل الإعلام في التعريف بمؤسسات وجمعيات رعاية الأيتام، كما أكدوا على أهمية قيام الجهات المسؤولة عن الأيتام بنشر ثقافة الحوار وتفعيله لدى الأيتام أنفسهم. وعرضت أماني الجحدلي فكرة برنامج طبقته بنفسها وهو منهاج التفكير مع أنوس, الذي تفاعلت معه المجموعة التي طبق عليها البرنامج بشكل إيجابي كبير. وأرجعت الجحدلي الفضل في هذا البرنامج إلى مؤلفته الدكتورة الأردنية مها شحاتة حيث إنها توصلت إليه بعد دخولها الإسلام ما جعلها تجتهد لتطبيقه في عدد من المدارس وأثبت فعاليته، ودعت إلى تبني وسائل الإعلام شخصية «أنوس» بوصفها شخصية كرتونية يتيمة وناجحة حتى يتم التواصل من خلاله مع الطفل وهو ما أيدها فيه عدد كبير من الحاضرات. وأضافت «أنوس شخصية خيالية والطفل بطبعه يعيش في دائرة الخيال وكون الخيال منذ الصغر ينمو بشكل تدريجي فإن استثماره تجاه القيم التي لها ارتباط بالواقع يساعد في تنمية الفكر المبدع للطفل». وقد حظي محور الجلسة بالنصيب الأكبر من المداخلات، حيث انتقد أحد الباحثين الاجتماعيين عدم حضور الأيتام وهم المعنيون في هذا المؤتمر بينما رد عليه مداخل آخر بأنه لا يجب أن يكون الأيتام في هذا المؤتمر كونه حلقة علمية بحتة. من ناحية أخرى دعت الدكتورة منال الشريف إلى تسخير أقلام الإعلام للأيتام حيث اتهمت الإعلام بأنه يقسو على كل مشكلة صغيرة وكبيرة تحدث مع الأيتام، بينما تحدث بعض هذه المشاكل في البيوت العادية، وأضافت في مداخلتها «يجب وضع ضوابط للأقلام الإعلامية بحيث تسخر لمصلحة الأيتام». ودعا أحد المداخلين إلى العمل على تغيير الصورة النمطية عن دور الإيواء ودور الأيتام التي ارتبطت ذهنيا بالبؤساء والفقراء من الناس وهذا ما لا يجب أن يكرس حيث إننا بهذه الصورة نستثني ونبعد الأيتام شديدي التعفف أو حتى الأغنياء من الانتماء إلى دور الأيتام «نريد أن يكون الأيتام فخورين بالانتماء إلى هذه الدور عبر تعزيز الأدوار التي تقوم بها وهي في الغالب ثلاثة أدوار: الإغاثي والتنموي والتربوي، وأشار إلى أن معظم الدور تبرز دورها الإغاثي بينما تهمل دوري التنمية والتربية وهذا ما يحتاج إلى تعزيز في برامج دور الإيواء. واعتبر مداخل آخر أن نظام الأم البديلة كارثي جدا إذا لم تراع فيه خصوصية المجتمع، حيث إن الطفل ينشأ لدى أم بديلة وأسرة لكن بعد أن يصل إلى سن الثانية عشرة يعود لليتم مرة أخرى، إذ لم يتم دمجه فعليا مع العائلة عن طريق الرضاعة, وقال إن برامج الأم البديلة مناسبة جدا وفعالة مع الفتيات، لكنها صعبة مع الذكور. مقاربة المحلي والعالمي واستعرضت الجلسة الثالثة «التجارب المحلية والإقليمية والعالمية» حيث أدار الجلسة الدكتور إبراهيم بن محمد العبيدي، وكان مقررا لها الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان، وتضمنت سبع أوراق علمية أولاها بعنوان «مشكلة الاندماج الاجتماعي والهوية لدى الأيتام ذوي الاحتياجات الخاصة» وقدمها الدكتور أحمد بن عبدالرحمن البار، فيما قدم وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان ورقة بعنوان «الرعاية المؤسسة للأيتام: بداياتها وبدائلها»، وقدمت الدكتورة هدى صالح كيرة ورقة بعنوان «رعاية اليتيم محليا وعالميا»، أعقب ذلك ورقة بعنوان «نماذج من تجارب رعاية الأيتام في العالم العربي» وقدمها الدكتور إبراهيم إسماعيل عبده، قدمت بعده الدكتورة داليا عبدالله وزان ورقة بعنوان «التربية الملبسية للفتيات والمراهقات بدار الأيتام بمكة المكرمة» ثم قدمت سمها بنت سعيد الغامدي ورقة بعنوان «الرعاية الإيوائية لذوي الظروف الخاصة: الواقع والمأمول» وكانت الورقة الأخيرة في هذه الجلسة بعنوان «دور الفن التشكيلي في رعاية الأيتام وتنمية مواهبهم الفنية» وقدمتها الدكتورة عايدة إسماعيل الريفي. وتناولت الدكتورة عايدة الريفي أثر استخدام الفن التشكيلي بوصفه أسلوبا لرعاية الأيتام «يشير مفهوم الفن بصفة عامة إلى أنه صيغة تعبيرية لحالة إنسانية شعورية تنبع من أحاسيس وأعماق الفنان المتأثر بواقعه الاجتماعي والطبيعي والذاتي، ومن خلال ممارسة اليتيم للفن التشكيلي يمكن الوصول إلى حالته المزاجية والنفسية مما يساعد على تنمية مواهبه أو معالجة سلبياته من خلال مخرجاته الفنية». وأشارت إلى أن تهيئة البيئة السليمة للأيتام تصقل حواسهم وتهذبها فينعكس ذلك على ممارساتهم للفن التشكيلي فيحدث تكامل التفاعل بينهم وبين مجتمعهم وما يمر به من أحداث متنوعة ومناسبات مختلفة فيحملون من المشاعر والأحاسيس ما يعبرون به في أعمالهم الفنية مما يجعلهم أشد ارتباطا بمجتمعهم وأقوى انتماء لوطنهم «نظرا لأن الفن التشكيلي يعكس ثقافة الشعوب ويكون حضارتها، ومن ثم يتحتم علينا بوصفنا أكاديميين ومتخصصين في هذا المجال أن نعمل بكل جهد على تنمية التفكير الإبداعي لدى الأيتام وتحديثه بصفة مستمرة وتدريبهم على ابتكار الحلول المختلفة لما يواجهونه من مشكلات فنية باستخدام أساليب متنوعة وخامات وتقنيات حديثة تواكب هذا العصر لممارسة الفن التشكيلي». ومن جهتها طالبت الدكتورة داليا وزان التي تناول بحثها التربية الملبسية للمراهقات في دور الأيتام بتعيين مسؤولة ذات خبرة وكفاءة في مجال التربية الملبسية للفتيات المراهقات بدار الأيتام