غريبة حقا بعض التصرفات التي تقوم بها بلداننا العربية دون أي تفسير واضح, ففي قضية البلاك بيري تم تجنب وسائل الإعلام ولم يتم التصريح بحقيقة المنع وإيضاح الأسباب التي أدت إلى ذلك مع أنه قرار لم يتم تنفيذه, ولكن الشعب «ما قصر» منهم من فسر أنه لأغراض أمنية، وهناك من قال دولية أو إعلامية وكل يدلو بدلوه. وفي هذا السياق يتبادر إلى ذهني سبب حجب مقاطع معينة من موقع اليوتيوب الشهير أو غيره من مواقع عرض الأفلام القصيرة التي تخلو من المحاذير المخلة بالآداب، إذ هي في أحيان كثيرة مقاطع علمية أو تعليمية أو دورات تدريبية وتضيف الكثير لثقافتنا ومعلوماتنا، ولكن لأسباب مجهولة تُمنع وقد يسمح ببعضها، والبعض الآخر لا. لست ضد المنع في حالة كان المقطع مخلا بالآداب أو يحوي فضيحة أو فيه تعد أو مساس بقضية حساسة، لكن إذا كان المنع ضد مادة تثقيفية مهمة من أساتذة لهم أسماؤهم وصيتهم معروف، وهم لا يقدمون إلا ما هو نافع، فما السبب وما المغزى من هذا الحجب؟ ... هل من مجيب؟ حقيقة مرة شعرت بها حين اتصلت بأحد أقاربي في إحدى الدول الخليجية المجاورة لأرى إن كانت المقاطع ذاتها ممنوعة عندهم لأسباب مجهولة, فتبين لي أن الواقع معاكس تماما إذ هي مسموح بها وتعد أكثر المقاطع مشاهدة لقوة المادة المقدمة فيها! لا تعد الصدمة الأولى بالنسبة إلي، لكن السؤال الأكثر إلحاحا علي وظل يراودني كل حين، لماذا نبقى دون أدنى تفسير لمثل ذلك؟ بل يترك التفسير للمواطن ليقوم بالتحليل والتفسير والإجابة عن نفسه، لماذا لا يقف المسؤول المعني بالأمر ويضع النقاط على الحروف؟ مبينا الأسباب التي تقتضي منع العديد من الصفحات وحجب العديد من المواقع؟ حينما يتحدث المسؤول تتضح الصورة لنا، ونعلم مدى الحدود والأطر المسموح بها، وبالتأكيد سنتفهم الأمر وستخبو ظاهرة التذمر المستمر والشكاوى المكررة والتفسيرات التي لا أساس لها من الصحة على المديين البعيد والقريب.