أعرب وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه عن اعتقاده أن من الممكن استمرار الحرب ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي لفترة طويلة. وفي مقابلة مع صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية الصادرة أمس قال لونجيه «مخاطرة استمرار هذه الحرب قائمة». وأضاف أنه من غير الممكن التنبؤ بما سيكون عليه الحال لاحقا مع ليبيا والقذافي. وقال لونجيه إنه لا يزال من الممكن طرد القذافي من دون استخدام قوات برية، وأضاف في رده على سؤال حول هذا الشأن «نعم حتى وإن بدا ذلك مهمة معقدة إلى حد ما»، مشيرا إلى أن قوات التحالف لديها القدرة على قطع خطوط الإمدادات لقوات القذافي شرقا. ورأى لونجيه أن سلاح الجو ليس بمقدوره حل كل المشاكل فقط في حال حرب المدن. وقال وزير الدفاع الفرنسي إن قوات التحالف لا ينقصها في الوقت الراهن طائرات صالحة للمهمة لكن المشكلة هي تحديد هوية الأهداف المتحركة «فنحن نخوض في ليبيا حربا جوية دون معلومات عن الأرض، وهذه نقطة ضعف بالتأكيد حتى وإن كانت أعداد القوات الموالية للقذافي تقل عن 100 ألف رجل». وفي إطار البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، بأن الحكومة الأمريكية أطلقت عملية بحث مكثف لإيجاد بلد يمكنه أن يستضيف الزعيم الليبي معمر القذافي. إلا أن المسؤولين الأمريكيين لم يحصلوا إلا على لائحة بأسماء عدد صغير من الدول المرشحة كون القذافي معرضا للملاحقة القانونية من جانب المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على خلفية أعمال العنف التي ارتكبها بحق شعبه منذ انطلاق الثورة. وذكرت وكالة «أ ف ب»، أن ثلاثة مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما قالوا للصحيفة، إنهم يحاولون إيجاد بلد لم يوقع أو يصادق على معاهدة روما التي ترغم البلدان على تسليم أي شخص تدينه المحكمة الجنائية الدولية. ويمكن للقذافي بالتالي اللجوء إلى دولة إفريقية كون أكثر من نصف بلدان القارة السمراء لم توقع على المعاهدة. وأبلغ مسؤول رفيع في إدارة أوباما الصحيفة «إننا استخلصنا بضعة دروس من العراق ومن أهم هذه الدروس أن على الليبيين تحمل مسؤولية تغيير النظام وليس نحن». وأضاف «ما نحاول فعله ببساطة هو إيجاد وسيلة للوصول إلى مخرج سلمي». وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في 27 فبراير الماضي قرارا يفرض عقوبات على نظام القذافي، وطالب بالاحتكام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب «الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان والهجمات على المدنيين التي يمكن أن تمثل جرائم ضد الإنسانية». وعلى صعيد النشاط الميداني، قالت مصادر استخبارية بريطانية إن العقيد معمر القذافي يخفي مدرعاته وراجمات صواريخ سكود في أضخم مشروع في العالم عرفه الإنسان لنقل المياه تحت الأرض، وصفه العقيد بأنه الأعجوبة الثامنة في العالم وأطلق عليه «النهر الصناعي العظيم». وقالت صحيفة صنداي تايمز إن قادة حلف شمال الأطلسي «ناتو» يشعرون بالقلق حيال الأعداد القليلة من مدرعات القذافي التي تم تدميرها، عازين عدم فاعلية الهجمات الجوية إلى النقص في الطائرات بعد انسحاب الطائرات الأمريكية قبل نحو أسبوعين. وكانت مصادر استخبارية أرجعت الأسبوع الماضي عجز قوات الناتو عن العثور على مدرعات القذافي وصواريخه إلى إخفائها في شبكة كبيرة من الأنفاق تحت الأرض تستخدم لنقل المياه إلى مختلف أرجاء المدن الليبية. ويعتبر النهر العظيم أطول شبكة أنفاق في العالم، وتتكون الشبكة من أنابيب بعرض 15 قدما «نحو 4.5 متر» لنقل المياه من المصادر الطبيعية تحت الأرض في جنوبي ليبيا إلى المدن في الشمال. وكان القذافي الذي وضع حجر الأساس لهذا المشروع عام 1984، وصف تلك الشبكة بأنها «الأعجوبة الثامنة في العالم». أحد المصادر قال «القذافي يخفي معظم عتاده تحت الأرض، لذلك لا نستطيع أن نتمكن منه». ويقول مصدر استخباراتي «لا نستطيع أن نعثر على أي شيء تحت الأرض، ولا سيما أن قوانين المشاركة تسمح فقط بالهجوم على ما يشكل تهديدا للمدنيين، ولا نستطيع أن نهاجم البنى التحتية للمشروع». وتشير صنداي تايمز إلى أن صواريخ سكود تبقى مصدر قلق خاصة بسبب قدرتها على إحداث تدمير وحتى ضرب الأراضي الإيطالية. وكان القذافي قد أطلق صاروخين من نوع سكود على محطة لخفر السواحل التابعة للبحرية الأمريكية في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في إبريل 1986 ردا على هجمة أمريكية استهدفت طرابلس وقتلت ابنته بالتبني. وذكرت الصحيفة أن ليبيا اشترت 80 قاذفة صواريخ سكود وعددا من صواريخ سكود بي بمدى يصل إلى أكثر من 180 ميلا «نحو 290 كلم» من الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن الماضي .