العروض المسرحية هذه الأيام أصبحت تشبه ثيابنا القديمة والمخيطة من قماش المقزور والململ، فما وجه الشبه بين هذه الثياب القديمة والعروض المسرحية هذه الأيام. أذكر زمان في الثمانينيات الهجرية كانت ثيابنا للعيد تخيط من قماش «الململ» أو«المقزور» وهذان النوعان من القماش كانا هما النوعين الوحيدين اللذين نستطيع بإمكاناتنا المادية أن نخيط الثياب منهما. ولكن عيب هذا النوع من القماش أنه كان «يشمر» بتسكين الشين وضم الميم، ومعناها أي يقصر بعد الغسيل. فثوبي بعد الغسيل لأول مرة يصبح صغيرا ويأخذه أخي عبدالعزيز الأصغر مني.. وثوب أخي عبدالله الذي يكبرني سنا يصبح بعد الغسيل في مقاسي. والضحية الأخ الأكبر. يجلس من دون ثوب. إلا إذا عمل احتياطاته وعملوا له «كبنه» في الأكمام وفي منتصف الثوب.. لتطويله إذا قصر. كل هذا الكلام مقدمة لحقيقة فنية ظهرت هذه الأيام. وهي أنني عرفت أن إعداد المسرحيات لمهرجان الجنادرية «شمر» أي تقلص إلى خمسة عروض فقط. بعد أن كان في السابق يصل إلى عشرة عروض وأكثر، وكذلك عروض جمعية الثقافة والفنون تقلصت إلى أن أصبح الثوب فانيلة. أما جمعية المسرحيين.. أرجو أن يرحمونا من كثرة العروض، فكل يوم ننظر إلى قائمة العروض في الصحف المحلية ومن كثرة هذه العروض تجعلنا نحتار في اختيار العرض المناسب.. خاصة في إجازة الربيع، ترى من سينقذ الجمهور.. من قماش الململ والمقزور.. ويفتح الأبواب للحضور.. ليهديه الشباب باقات الزهور.