تحول سجن طرة، أو سجن المزرعة، الواقع جنوب ضاحية حلوان على مشارف القاهرة، إلى معلم بارز في الحياة المصرية، إذ بات يضم بين جنباته معظم أركان النظام السابق، الذين صدرت ضدهم أوامر بالحبس على ذمة التحقيق. وفي السجن أكبر قسم بالسجون المحلية لجرائم نهب المال العام، ويقبع فيه مجرمون ومعتقلون سياسيون آخرون من غير أفراد النظام السابق. ومن بين أشهر الشخصيات التي تتواجد داخل جدران السجن حاليا علاء وجمال نجلا الرئيس السابق حسني مبارك. وكان رجل الأعمال الشهير أحمد عز أول المستقبلين لهما عند قدومهما من شرم الشيخ، فرمقه الاثنان بغضب. وحمل علاء وجمال رقمي 23 و24، وأودعتهما إدارة السجن حجرة بسريرين داخل عنبر صغير، ولا يوجد بها تليفزيون. وبدا جمال فاقدا جزءا كبيرا من وزنه، شاحب الوجه، زائغ البصر، فى حين بدا علاء، الأكبر سنا، متماسكا. وهناك أيضا وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، الذي يواجه اتهامات بالفساد وغسل أموال وبإطلاق النار على المتظاهرين خلال أحداث الثورة المصرية، والأمين العام للحزب الوطني رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف، الذي كان ينظر إليه على أنه أحد أقرب مساعدي مبارك، وكذلك الرئيس السابق لديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، ورئيس الوزراء السابق أحمد نظيف ووزيرا السياحة والإسكان السابقان، ومجموعة كبيرة من الوزراء والمسؤولين السابقين. كما يضم السجن رجل الأعمال هشام طلعت، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 15 عاما في قضية قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم. ومن المفارقات، أن السجن يضم عددا من السجناء السياسيين، خاصة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ممن أمر النظام السابق بسجنهم. ونظرا لكثرة عدد المسؤولين والوزراء السابقين الذين يضمهم السجن، أصبح البعض من المصريين يتندرون بإطلاق اسم «جمهورية طرة» عليه، كما يطلق عليه البعض «بورتو طرة»، و«طرة لاند» نسبة للتجمعات السكنية، والمنتجعات الفاخرة التي كان يسكنها كبار القوم من نزلاء السجن الآن. وأمام ضخامة الثروات والأصول المالية للأشخاص الذين تم إيداعهم السجن، لدرجة أن مجموع ثرواتهم، يفوق كثيرا إجمالي احتياطي مصر من العملات الصعبة، يعتبر البعض أن سجن طرة، يعد أحد أغنى السجون في العالم، إن لم يكن أغناها على الإطلاق. *موقع «العربية. نت»