لقصة الدراجة رواية أكثر تميزا لدى الشاب فيصل فؤاد فادن، فعلاقته بها فطرية استطاع توظيفها لأكثر مما هو رياضي حيث استثمرها بحرفية وذكاء في خدمة المجتمع والوطن، وهو على أعتاب موسوعة جينيس القياسية العالمية، ليس لعلاقة العشق فقط وإنما لخدمة أهداف علمية ووطنية سامية. استثمر فادن علاقته بالدراجة التي بدأت منذ نحو ربع قرن وهو في العاشرة من عمره، ليجعل منها منبرا توعويا بأحد أهم المجالات في حياتنا وهو البيئة التي نعيش فيها، فكان أن تطورت فكرة قيادة الدراجة لأغراض الرياضة للتحول بها إلى ذلك الهدف الإنساني النبيل، فتكوّن مع الوقت فريق من مجموعة من الشباب لقيادة الدراجات اتفقوا على تسميته «قاطع المسافات» لتبدأ مرحلة متطورة في الرسالة الاجتماعية والوطنية لهؤلاء الشباب. عشق فادن للدراجة جعله يغني لها ويكتب فيها أجمل الكلام، ومن عميق حبه لها أنها تظل معه في صحوه ومنامه أنه، وبعد أن بلغ 35 عاما ينام وفي داخل غرفة نومه توجد إحدى دراجاته ال 14 التي يقتنيها، هذا الحب يجمع فريق «قاطع المسافات» الذي أصبح يضم حاليا 27 شابا من محبي ركوب الدراجات، وكان اختيار قاطع المسافات ذا دلالة مهمة وهي أنه الفريق الذي لا يهاب المسافات. حملة صديقة للبيئة بذل فادن مجهودا كبيرا لتسليط الضوء على هذه الرياضة ومزاياها للشباب، لتكون ذات فائدة مجتمعية، فتوجه إلى الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود، الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس جمعية البيئة السعودية، وعرض عليه فكرته التي تحمس لها الأمير كثيرا وأثنى عليها وأعلن تبنيه الحملة الوطنية لفريق الشباب السعودي «قاطع المسافات» التي تُعنى بحماية البيئة. ويؤكد فادن أن نشر الثقافة البيئية والوعي الثقافي بين أفراد المجتمع أمر مهم باعتباره من الخيارات الأفضل للوصول إلى بيئة نظيفة وصحة سليمة. ومن هذا المنطلق، سعى فريق قاطع المسافات إلى تبني فكرة استخدام الدراجة الهوائية كصديقة للبيئة والصحة كونها إحدى وسائل النقل الرياضية المحببة للنفس والتي لا توجد لها آثار سلبية على البيئة والمجتمع، إضافة إلى أنها من وسائل النقل الاقتصادية ذات التكلفة الأقل من حيث القيمة والحجم. ولقلة استخدام هذه الوسيلة في المجتمعات العربية بصفة عامة والمملكة بشكل خاص، فإن فريق قاطع المسافات، من خلال اهتمامه بهذه الهواية يعمل على نشر رسالة توعوية لتعزيز مفهوم الاهتمام بالبيئة والحرص عليها من منظور وطني. ولاهتمامه وعشقه لتلك الهواية، قرر فيصل أن يقوم برحلة عبر المملكة تمتد من الدمام إلى جدة ومن القريات شمالا إلى أقصى جنوب السعودية، في رحلة رفعت شعار «من بحرها لبحرها.. ومن شمالها لجنوبها»، وقد وافقت لجنة موسوعة جينيس على طلب اعتماد الرحلة، معتبرة أنها ستكون ثاني أطول رحلة من نوعها في العالم، بعد أن قام شخص بريطاني بعمل مماثل في أمريكا. نحو جينيس وسيشارك في الرحلة ستة أفراد من فريق قاطع المسافات بقيادة فيصل فادن، وهي رحلة ستحظى بتغطية إعلامية، كشرط من شروط موسوعة جينيس لاعتماد الرحلة والاعتراف بها، ومن ثم إدراجها ضمن قوائمها. ويخطط فادن للقيام بالرحلة خلال الفترة القريبة المقبلة، في تجربة تحظى أيضا بدعم الأمير نواف بن ناصر بن عبدالعزيز المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية، الذي وجه المسؤولين بالجمعية لتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاح الحملة الوطنية لفريق الشباب السعودي «قاطع المسافات». وتعد تلك الرحلة وهي الأولى من نوعها، فرصة للعديد من الشركات والجهات لرعاية الحدث والمشاركة فيه منذ بدايته، وستسجل عالميا وستحظى باهتمام عالمي، وتمتاز تلك الرحلة بأن رسالتها هي حماية البيئة والحفاظ عليها وهي رسالة سامية تكافح التلوث وتحمي الصحة العامة في المجتمع السعودي .