آسف على حالنا كثيراً. دائما ما نفتقد في واقعنا ل«شمولية المشهد». غالبا ما نترك فجوة عميقة بين المشاهد وما يعرض على الشاشة، ابتداء من طرح المشكلة وانتهاء بتشابك الأحداث دون فك قيودها. مشكلة أساسية يقع فيها كثير من المؤلفين والمخرجين في معظم مسلسلاتنا الخليجية، إذ تتكرر الغلطة كل عام دون أي تصحيح، كتناول ظاهرة انتشار «ارتباط الرجل بامرأة ثانية». هذا تماما ما يحدث في مسلسلاتنا الخليجية التي تقدم جراح وصراعات مجتمعاتنا على طبق من ذهب، دون أن تقدم أي حلول لها، ناسية أو متناسية أن «المشاهد الشرقي» سيلصق «المشكلة» التي نضعها دائما في إطار «القضية المطروحة» بالدين، وسيبحث إن كانت حلالا أم حراما؟ وبمجرد الحصول على الجواب، سيتوقف عقله عن العمل واستنتاج الحلول دون استيعاب المسألة كاملة. هذه الحقيقة يقع فيها معظمنا، متجاهلا أن للدين أحكاما وضوابط بغض النظر عن طبيعة الحكم الصادر، ففي الحالتين «التحليل والتحريم» لها شروط علينا أن نعيها ونعلنها. صحيح أن للرجل، الزواج بأربع نساء بدل الواحدة، ولكن ننسى أن نذكر أن لهذا الارتباط ضوابط، ونقف في منتصف آية التشريع: «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة». لا نستدرك أن العدل شرط من شروط الزواج بأخرى لذلك تنبيه المشاهد أن التحليل اقترن بشروط واجبة لأننا نغفل كثيرا عن ذلك ومستعرضين العقبات النفسية فقط. هنا تقع مسؤولية إيصال البلاغ على عاتق كل من المخرج والمؤلف، إذ هما من استعرضا المشكلة وحيثياتها لكنهما تجاهلا التعاطي مع الحلول. ذلك أدى إلى نشوء نوع من الاختلال في فكر المشاهد، فهو يعلم المشكلة ويفتقد الحلول المنطقية والمبنية على أساس صحيح وقابلة للتطبيق.