ودعت محافظة ظهران الجنوب أمس أحد أبطالها الجندي أول غازي عوض مسفر القحطاني «25 عاما» الذي قدم روحه فداء للوطن، حيث استشهد صباح أمس على أيدي مهربين أثناء تصديه وزملاءه لهم في ظهران الجنوب. وتمكنت أنظمة المراقبة الحرارية التابعة لمركز المجازة بقطاع حرس الحدود بظهران الجنوب فجر أمس من رصد مجموعة من الأشخاص حاولوا دخول أراضي المملكة بطريقة غير شرعية من خلال قطاع ظهران الجنوب بمنطقة عسيرجنوب رقابة «طيب الاسم» في الموقع المسمى «البطيح». وأوضح المتحدث الرسمي بحرس الحدود المقدم سالم السلمي أنه فور الإبلاغ عن ذلك تم توجيه دوريات حرس الحدود حيث تم اعتراضهم وبادرت تلك المجموعة بإطلاق النار، وتم الرد عليهم بالمثل، ثم لاذوا بالفرار أسفل جبل «عضد» وتمت ملاحقتهم والقبض على أحدهم بعد إصابته، مفيدا بأن التحقيقات لا زالت جارية. وأضاف أنه نتج عن تلك المواجهة استشهاد الجندي أول غازي القحطاني. ونقل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني إلى والد وذوي شهيد الواجب الجندي أول غازي عوض مسفر القحطاني. داعيا الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، معبرا عن اعتزازه بشهداء الواجب وبجميع أهالي منطقة عسير، وبكل من يضحي من أجل الوطن. كما نقل المدير العام لحرس الحدود اللواء ركن زميم بن جويبر السواط تعازي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ونائبه ومساعده لذوي الشهيد القحطاني، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، مؤكدا أن رجال حرس الحدود ماضون في الدفاع عن حدود المملكة، ولن تثنيهم هذه التحديات والمواجهات الدامية عن أداء واجبهم المناط بهم وأماناتهم ومسؤولياتهم في حفظ أمن الوطن والسهر على حراسة ثغوره. وقد ووري جثمان الشهيد الثرى مساء أمس، وعبر شقيق الشهيد حامد بن عوض القحطاني عن فخره باستشهاد شقيقه دفاعا عن الوطن: «مما يبعث الفخر هو أن أخي غازي لقي ربه وهو في ميدان الشرف والعزة، يدافع عن أرض الوطن، وهو ما يخفف حزننا على فراقه». مؤكدا أن شقيقه كان مثابرا في عمله وصاحب شخصية مرحة تمتاز بالحب والجدية، مشيرا إلى أن شقيقه الراحل لم يكن متزوجا. ويشير إلى أن شقيقه أصيب بطلق ناري في منطقة الصدر أدى إلى وفاته فورا. وعن تفاصيل اللقاء أو المكالمة الأخيرة يقول: «منذ 15 يوما لم أره، فكان في عمله، وهاتفني أمس الأول وكان يسأل عن أحوال الأسرة صغيرها قبل كبيرها». وأضاف: «بكل أمانة أحسست في مكالمته بشيء غريب جدا، فقد كان يسأل بشوق عن الجميع، وأصر على إبلاغ سلامه لهم، مبينا شوقه إلى لقائهم». وأوضح حامد القحطاني أن شقيقه الشهيد كان يعتزم إكمال نصف دينه والزواج خلال إجازة الصيف المقبلة، إلا أن القدر كان أسرع ولم يمهله حتى ذلك الوقت، والحمد لله على كل حال .