لن يترك الهلاليون «اقتراب» البطولات الأخيرة لهم دون أن يضعوا لذلك إحاطات سرية على الرغم من أنها مكشوفة لأن البطولات قد نفت أن يكون ضياعها بالحظ في أوقات سابقة، الأمر الذي جعلهم يحسون بالاقتناع والانبساط فناديهم من «الواسعين» في عددها وعتادها. لقد كان للبطولات الهلالية والسيادة دور العبقري في اكتشاف أن الارتباط بها في كل موسم لم يكن سوى إرادة وتخطيط ودراسة وكلها برمتها جعلت الهلال كفريق عاشق للبطولات يبقى رقما مهما في المنافسات، وهذه الحال الناتجة من الواقع جعلت الهلاليين من الآن فصاعدا يقرؤون الوجه الآخر من مكتوبة «لقد كنت متفوقا وكنت الأقوى ومازلت البطل». وحتى نفتش عن هذا الوجه الآخر الذي أثّر في نفوس القيادة الهلالية السابقة ويعشم نفوس القيادة الجديدة وحتى نفوس لاعبيه ومعهم الجماهير لابد من تأكيد أنه لا حظ يوقف العمليات ولا حظ يرتب الأوضاع بل هو العمل الجاد والأحاسيس المتقدة تلك التي تترك «الهذيان» لإشباع رغبات العاجزين الإعلامية والدعائية. نعم الهلال بات مرتبا في مسائله كلها، فالاهتمامات الكاملة التي تضمن نجاح العمل امتزجت بأشكال «اللحمة» وزواياها فأصبح وضعه كالممتلئ الفارغ ولهذا فلم تعد البطولات كفاية، كقطرات مرة تتواصل ومرة تنقطع بل كمياه تتدفق من ينابيع مستديمة بمعنى استطابة للعذوبة. وأقول إن فريق الهلال هو الفريق الوحيد الذي حافظ على الانسجام حتى في اختلاف المدارس وفي تميزه بالعناصر المحلية والأجنبية فهو رفض تجريب «خردة» الأجانب التي نراها منذ سنوات في عدد من فرقنا فاختلفت على أثرها الخطط والبرامج والتنظيمات وهدأت معها المنافسة. وما بقي قوله وهو المضمون إن الهلاليين إدارة ولاعبين وأعضاء شرف عليهم الاعتراف بأن ما حدث «كومة» من النجاحات والكل فيها مساهم وبشكل كبير، وحتى يكون الهدف واضحا فقد تم بناء جسر يوصل بهم إلى اكتشاف مكمن النجاح ومن ثم فهم وتقييم المسؤولية ومعها الفكرة وإحداث المواقف لكي يأتي بعد ذلك الاجتهاد في ترجيح وجود الاستقامة وصلاح القصد، أو كما يقول الأمير عبدالرحمن بن مساعد إنها النوايا الحسنة كآلية توضح كيفية تعامل العقول قبل الأجساد مع الضغوط النفسية حينما يطالبون ببطولات جديدة.