وبدأت كل تلك السنوات من جديد وكأنها حلم، وبما أننا في زمن الثورات. أستطيع أن أقول إن النشر الإلكتروني نجح في المطالبة بإسقاط النظام الورقي المستبد على مدى القرون الماضية وجاءت سكرة النشر الإلكتروني الجميلة بالحق. قبل ثلاث سنوات قلت إن الجيل القادم سيقول كلمته الكبرى في التواجد الإلكتروني، وحددت خمس سنوات لانتقال السلطة سلميا لتكون القيادة بيد العالم الإلكتروني. وقلت إن القصيدة ستقرأ من خلال الموبايل أو ساعة اليد ولن أستغرب. وما أسعدني هو التطور السريع وتحقق ذلك الكلام لكن المفرح أن أنصار النشر الورقي وكثيرا من المنشقين والخبرات الصحفية المعروفة شاركوا عن قناعة تامة بدور الوصول للجمهور عبر الشبكة بشكل أفضل وأسرع وأكثر مصداقية من النشر الورقي، إلا أن البعض كابر في البداية وذلك لحداثة دخوله في هذا العالم!! اليوم ومع وجود هذا الكم الكبير من مواقع النشر الأدبي والتواصل الاجتماعي لا أعتقد أن الشاعر يريد برغبة أن ينشر الجديد في الصحف أو المجلات أو يبحث عن وسائل للوصول إلى محرر أو مسؤول تحرير لينشر له قصيدة، كل ما عليه هو التواجد في أكبر المواقع الأدبية الجماهيرية أو الدخول في مواقع التواصل الاجتماعي ونشر ما يشاء وقتما يشاء وكيفما يشاء ويستقبل آراء الجمهور والنقد بشكل مباشر. بل والأجمل من ذلك أن الشاعر يستطيع صناعة ديوانه الصوتي وتصوير قصائده بطريقة الفيديو كليب ونشرها لأكبر شريحة جماهيرية في العالم عن طريق مواقع الصوتيات المرئيات بكل سهولة وبلا تكاليف!! ما يجعلني أتحدث بهذه الأمور هو التغيير الكبير الذي طرأ على كل شيء اليوم في مسألة الصحافة الإلكترونية والتي أصبحت شغل الجميع مع توفر أجهزة البلاك بيري والآيفون المنتشرة في منطقة الخليج بشكل جنوني وكأن كل شاعر/ة يحملون الساحة الشعبية بأكملها في أيديهم. في وقت ما زال بعض ديناصورات الساحة الشعبية يقول إنه مسيطر على الساحة أو يوزع ويبيع عشرات الآلاف من مجلته «الورقية» وكأنه ذلك الإعلام الفاسد لبعض تلك الأنظمة التي سقطت بناء على رغبة الجماهير!!. وكل ثورة وأنتم بخير..... * رئيس تحرير مجلة أنهار الإلكترونية