لم تكن حياة الشاب سعود الشمري «18 عاما» الطفولية عادية كحياة أي طفل، حيث أثار انتباه والديه منذ الصغر، بطريقة تعامله الانفعالية أحيانا مع الألعاب، والمقتنيات. ولم يكن والدا سعود، يدركان من البداية أن تكسيره للألعاب بداية لموهبة حقيقية، حتى جسد الواقع في اختراع ينهي معاناة المصابين بالعرج. ومثلت قصة إنسانية عاشها سعود، مع إحدى قريباته نقطة التحول في حياته، حيث كانت ابنة التسعة أعوام تجد حرجا في ممارسة اللعب معهم؛ ما دعا سعود إلى التفكير في طريقة ترفع الحرج عن أمثالها. المخترع الشاب سعود الشمري الذي تدرج في تعليمه في مدارس الهيئة الملكية بالجبيل، لم يهتد إلى اختراعه إلا قبل ثلاثة أعوام: «جمعت الأفكار والرؤى وجميع المعلومات، واستعنت بالعديد من الأكاديميين في الجامعات السعودية، لمعرفة بعض المعلومات عن الإصابة بالعرج وبعض الأدوات التي يستخدمونها في حل هذه المشكلة، فبدأت أولا بعرض جميع الحلول الممكنة لحل هذه المشكلة، وبالفعل أيقنت أن اختراعي هذا هو الحل المناسب لكل من يشكو من هذه الإصابة وهو ما تحقق أخيرا، ليفيد كل مصاب أو مصابة بالعرج». وبين أن «الشخص الأعرج الذي يعاني من نقص في طول إحدى الساقين، لا شك أنه لا يستطيع المشي بشكل متزن وسليم؛ ما يؤدي إلى حدوث آثار سلبية كثيرة سواء كانت صحية بدنية أو نفسية، خاصة أن أغلب الأشخاص يعانون من حساسية مفرطة تجاه مشكلة العرج، ولا يريدون اطلاع الناس على إصابتهم بالعرج، لذا فإن الابتكار يعالج نقص طول إحدى الساقين، حيث يجعل المصابين يمشون بشكل متزن وسليم، بالرغم من وجود حذاء مزود بالتحجيم لتعويض النقص الموجود في إحدى الساقين، ويتميز الاختراع باستخدام زنبركات موزعة على جميع أنحاء القدم وتوضع أسفل الحذاء، بشرط أن تكون ذات صلابة أقوى من القدم الأخرى حتى تصبح القدمان في مستوى واحد، فلا يلاحظ أحد أن الذي يسير مصاب بالعرج، وأما الفائدة الأخرى تتمثل في تخفيف عملية الضغط على القدم الناتجة عن الجاذبية الأرضية، أثناء عملية المشي، التي تسبب مشكلات كثيرة منها التهاب المفاصل وآلام فقرات الظهر، حيث يجعل القدمين تصطدمان بالأرض بشكل متتال، وليس بشكل مباشر». لكن سعود الحاصل على إحدى جوائز معرض الموهبة والإبداع الذي اختتم أخيرا في المنطقة الشرقية سيمثل المملكة في دولة كوريا ليعرض اختراعه على كل دول العالم أمام المخترعين، لا يزال ينتظر براءة اختراعه التي طال انتظارها، معربا عن أمنيته أن تقدم الشركات والمؤسسات الدعم الكامل لهذه الاختراعات وتسويقها بالشكل الصحيح «عانيت كثيرا عندما توصلت إلى هذا الاختراع فنحن يجب أن يكون لنا معاملة خاصة وينقصنا جهة رسمية نستظل تحتها بشكل رسمي تدعمنا وتوفر كل الوسائل وتجهز البيئة المناسبة لنا وتذلل كل الصعوبات علينا، وهذا بالفعل مطلب لنا جميعا، حيث كل ما نقوم به هو جهود فردية منا بوصفنا شبابا مخترعين، إضافة إلى ذلك نجد صعوبة كبرى في تسجيل براءة الاختراع، ولا أعلم لماذا هذا التعقيد؟». وأشاد بدعم والديه «والأمير نايف بن ممدوح وجميع المعلمين الذين وقفوا معي ومصنع الأحذية الذي تعاون معي». يذكر أن الشمري مدرب نادي الهيئة الملكية للروبوت، عضو النادي السعودي للمبتكرين، عضو مجلس الحوار الطلابي في الهيئة الملكية وذلك بإشراف من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني .