اقتحمت قوات الأمن والشرطة العسكرية المصرية اعتصاما لمئات الأشخاص في ميدان التحرير بقلب القاهرة، فجر أمس. وسمع دوي إطلاق الرصاص في المنطقة المحيطة بالميدان، وقال المحتجون إن الجيش أطلق أعيرة في الهواء ولم يتضح إن كان هناك مسلحون آخرون بالميدان وقت إطلاق الأعيرة التحذيرية. وأعلنت وزارة الصحة المصرية مقتل شخص وإصابة 71 آخرين أثناء تفريق المتظاهرين، وأن الإصابات تراوحت ما بين طلق ناري وضيق في التنفس وجروح وكسور. وقال شهود عيان إن الاقتحام استهدف على ما يبدو اعتقال ضباط في الجيش كانوا قد انضموا إلى المعتصمين. دهم نحو 300 من عناصر الأمن والشرطة العسكرية تدعمهم العربات المصفحة، فجر أمس، ميدان التحرير وهاجموا المخيم الذي كان معتصمون نصبوه في قلب الميدان بعد أن شاركوا في تظاهرة تحت اسم «جمعة المحاكمة والتطهير» دعت إليها بعض الأحزاب والحركات الاحتجاجية والقوى الشبابية وجماعة الإخوان المسلمين، أمس الأول. ومدت الشرطة العسكرية أسلاكا شائكة لاحتواء المتظاهرين بينما تناثرت الحجارة على الأرض. وأكد متحدث باسم الجيش المصري أن رجال الأمن أحاطوا بالميدان وأطلقوا أعيرة فارغة في الهواء ولم يطلقوا أعيرة حية لتحذير المحتجين واستخدموا الهراوات والعصي وألقوا القبض على بعض المتظاهرين من أجل تفريق الحشد. وقال في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن «عناصر من وزارة الداخلية يدعمها مدنيون واجهت أعمال الشغب ونجحت في فرض حظر التجول دون خسائر قبل أن تنسحب». وحمل بيان آخر نشره الجيش في صفحته على الفيسبوك مسؤولية العنف على «فلول الحزب الوطني الديموقراطي» وقال إن الجيش أمر باعتقال أربعة من قادة الحزب بتهمة البلطجة. واستخدم الجيش الغاز المسيل للدموع في محاولة لمنع المتظاهرين من العودة إلى الميدان، وقد ارتفعت أعمدة الدخان في سماء العاصمة المصرية من جراء إحراق ثلاث آليات. وروى شهود أن الجيش انهال بالضرب على المعتصمين وأطلق النار بالرصاص الحي. غير أن مسؤولا في الجيش أكد «لم نستخدم الرصاص الحي»، مشيرا إلى فتح تحقيق. وتدل هذه المواجهات على تصاعد التوتر والجدل حول دور الجيش الذي يتولى الحكم في البلاد منذ تنحي الرئيس حسني مبارك قبل شهرين بعد فترة إجماع كبير حوله. وقال بعض المتظاهرين إنهم ينوون الاعتصام في ميدان التحرير حتى يتنحى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي الذي تسلم الحكم من مبارك عندما تنحى في 11 فبراير. وطالب المتظاهرون بمحاكمة سريعة لرموز النظام السابق واسترداد الأموال المنهوبة حسب قولهم. كما طالبوا بحل المجالس المحلية وإقالة جميع المحافظين واسترداد جميع مقار الحزب الوطني بالمحافظات وتشكيل مجلس مدني عسكري لإدارة الفترة الانتقالية في البلاد. ورفع المتظاهرون المئات من اللافتات التي تؤكد مطالب الثورة والانتقادات الموجهة للنائب العام المصري كما ردد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد محاكمة الرئيس». ويتوقع أن يستجوب جهاز الكسب غير المشروع، هذا الأسبوع، رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف والأمين العام المساعد السابق للحزب الوطني نجل الرئيس السابق جمال مبارك بشأن تقارير عن تضخم ثرواتهم. وقرر وزير الدولة لشؤون الآثار زاهي حواس إغلاق ثلاثة متاحف أمام الزيارات السياحية بسبب الأحداث التي شهدها الميدان ما أدى لصعوبة وصول السيارات السياحية إلى المتاحف والمنطقة المحيطة بها .