أنعشت إجازة الربيع سوق تأجير العقارات بمكةالمكرمة، وتوقع عدد من الاختصاصيين والاقتصاديين بمكةالمكرمة ارتفاع عائدات الإجازة إلى أكثر من 80 مليون ريال نظرا لما تشهده المدينة المقدسة من توافد أعداد كبيرة من المعتمرين من داخل المملكة ومن دول مجلس التعاون الخليجي لأداء مناسك العمرة وقضاء أيام من إجازة الربيع بجوار المسجد الحرام، حسب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة الشيخ سعد جميل القرشي الذي أكد ملامح الانتعاش في السوق قبل بدء الإجازة رسميا ب 48 ساعة. استقبلت البوابات المكية أرتالا من السيارات للمعتمرين الذين جاؤوا عبر البوابات المكية الشرقية من جهة الشرائع والبوابة الغربية من جهة الرصيفة، إضافة إلى مدخل بوابة الحرمين الشمالية، حيث يحرص معتمرو الداخل سواء من المواطنين أو المقيمين على استغلال هذه الفترة السنوية من كل عام في التوافد لمكةالمكرمة والاستمتاع بالأجواء الروحانية. وأشار عضو اللجنة العقارية بغرفة تجارة وصناعة مكةالمكرمة بندر آل حميدة إلى أن الإيجارات في مكةالمكرمة تزايدت بسبب قلة المعروض في مقرات السكن الدائم، حيث يوجد نوعان: الأول سكن دائم للأهالي والمقيمين، والثاني مساكن خاصة للزوار والحجاج والمعتمرين، مشيرا إلى أن العديد من الأحياء السكنية مثل العزيزية والششة وغيرهما، تعاني نقص المساكن للزوار مما دفع البعض للتوجه نحو أحياء أخرى مثل بطحاء قريش والعوالي، فيما وصلت أسعار أحياء خارج حدود الحرم مثل النوارية والعمرة إلى 800 ريال في اليوم، وقال إن تخصيص نصف مليون وحدة سكنية في مناطق ومحافظات المملكة سيسهم بشكل مباشر في التخفيف عن المواطنين، والشباب تحديدا الذين يمثلون 60 % من أبناء المجتمع، وسوف تسهم هذه الوحدات في تخفيف الإيجارات، علما أن الشباب في تزايد مستمر. أما عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة مكةالمكرمة سعود الصاعدي فأوضح أن بناء وحدات جديدة سوف يسهم في التخفيف على المواطنين من ارتفاع الأسعار، وقال إنه لو تم تخصيص 50 ألف وحدة من إجمالي ال 500 ألف وحدة سكنية فإن مثل هذه الوحدات ستحل جزءًا كبيرًا من المشكلة المتمثلة في ارتفاع الإيجارات في مكة وستنخفض الإيجارات من 30 و40 ألفًا إلى 15 ريالا في السنة، كما أن الدعم لصندوق التنمية العقاري سيعمل على تخفيض الإيجارات، ولم يتوقف عائد الانتعاش على أصحاب الشقق المفروشة وامتد إلى أنشطة تجارية أخرى، وأوضح محمد الهذلي «صاحب مطعم للوجبات السريعة» أن هناك إقبالا كبيرا على المطاعم والكافيتريات ومحال بيع الوجبات السريعة بمختلف أنواعها خلال إجازة الربيع، مبينا أن متوسط دخل المطعم في اليوم الواحد في حدود 2000 ريال مضيفا: «وبحسب معلوماتي فإن أكثر من 150 مطعما لبيع اللحوم والدجاج والسمك والكافيتريات التي تبيع السندوتشات والعصائر ومطاعم الوجبات السريعة التي تتمركز فيهما كذلك المطابخ التي تعد وجبة المندي والسليق والمظبي تنتشر في مكةالمكرمة وتحديدا في المنطقة المركزية». ويقول سعد الزبدي «صاحب محل» إنه يتوافد هذه الأيام إلى البقاع الطاهرة الآلاف من معتمري الداخل، وكذلك يتواجد عدد كبير من المعتمرين من دول الخليج، مشيرا إلى أن الكثير من المعتمرين يغتنمون فرصة تواجدهم في مكةالمكرمة في شراء الهدايا من أسواق السبح والسجاجيد والتحف والهدايا التي تحمل صورا للكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمسجد النبوي وجبل النور وكذلك جبل الرحمة وذلك كهدايا تذكارية لذويهم وأصدقائهم من الأسواق التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المعتمرين. وأكد أن دخل المحل اليومي هذه الأيام يتجاوز ال1500 ريال، وأن مرتادي الأسواق من المعتمرين عادة تكون مشترياتهم السبح والبراويز والمحافظ والميداليات التي تحمل أسماء المهدى إليهم أو صورهم وكذلك الأقمشة والعطور.