صرح عبدالرحمن دهمش، رئيس اللجنة العامة لانتخابات المجالس البلدية بشأن مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية بقوله: «نحن غير مستعدين لمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية الآن». ووعد بالسماح للنساء بالمشاركة في المستقبل. لا أعلم ماذا يقصد الأستاذ عبدالرحمن بكلمة المستقبل، فهي كلمة فضفاضة حمالة أوجه، فهل يعني هذا السنة القادمة، أم بعد خمس سنوات، أو في مستقبل لن يأتي أبدا، فلقد تكرر هذا الأمر في السنة الماضية، ولا شيء يعادل سوء تصريحه سوى تبريره لسبب رفض مشاركة المرأة في الانتخابات حيث أرجع سبب الرفض إلى عدم الجاهزية دون تحديد لماهية الجاهزية التي يقصدها، وهذا ليس بعذر أبدا، هناك الكثير من الخطط البديلة التي يمكن من خلالها إتاحة الفرصة للمرأة بالمشاركة، وبغض النظر عن موضوع المشاركة، بماذا يفسر لي سعادة الرئيس منع المرأة في المشاركة بالتصويت، ما الذي يمنع هذا الأمر؟! في حقيقة الأمر كامرأة لا يهمني المشاركة في انتخابات المجالس البلدية، بقدر ما يهمني المشاركة في مجلس الشورى وأن يتاح لي وغيري من النساء التعبير عن همومنا ومشاكلنا وكذلك المشاركة بصناعة القرار، الرجل مهما كانت شهادته ومنصبه وتعليمه، لن يستطيع بأي حال من الأحوال نقل الصورة بأمانة ودقة كما تفعل المرأة، فربما هي تعيش الوضع أو عايشته فيمن حولها، لماذا لا تدخل المرأة مجلس الشورى، أو حتى تحضر جلساته؟ ويجب أن أذكر أن المملكة العربية السعودية صدقت على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في عام 2000 وتقدمت بتحفظين اثنين على الاتفاقية، لا علاقة لأي منهما بالتمييز ضد المرأة في المشاركة السياسية. يجب إتاحة الفرصة للمرأة بدخول المعترك السياسي، فهي ليست أقل من نظيرها الرجل، فقط امنحوها الفرصة بالانخراط في هذا المجال فنحن في عام 2011، لا نريد أن نقبع في تلك الحقبة التاريخية التي كانت النقاشات محتدمة فيها كي يقرروا هل المرأة إنسان أم لا؟