خرج مئات الشباب والفتيات من ملتقى سوق العمل في جدة ب «انطباعات سيئة» في ختام أعمال السوق والذي استمر لمدة أربعة أيام رغم الإعلان قبل انطلاق الملتقى عن توفير 80 شركة مشاركة نحو 20 ألف فرصة وظيفية، واتفق عدد من الشباب المتواجدين في مركز سوق العمل بجدة بحثا عن وظيفة أغلبية الشركات المتواجدة في المعرض بأنها تدعي التوظيف وتعلن عن وظائف وهمية. وقال الشاب حازم العمري: «جئت من الطائف ويبدو أن الطريق إلى التوظيف أشبه بنفق مظلم مليء بالمنعطفات أكثر من المبشرات، ورغم الأمل الذي انفتح في وجهي باستقبال سيرتي الذاتية إلا أنني أشعر بأنهم أخذوها على استحياء وكأنه نوع من أنواع إسكات الشباب العاطلين فما سمعته عن المعرض يميل للترويج والدعاية أكثر من التوظيف الجاد»، مستشهدا بما نقله له بعض الشباب بالمعرض من أن هنالك أركانا لشركات خاصة تجاهلت الاتصال بمن وعدتهم التوظيف في الدورة الماضية ورغم ذلك نراهم موجودون في المعرض، وهذا لا يبشر بخير». أما عبدالرحمن النفيعي فيقول: «بعد الأمر الملكي بإلزام القطاع الخاص بالبحث عن فرص عمل للشباب العاطلين لاحظنا كيف حملت الصحف ووسائل الإعلام البشرى للشباب الراغبين في العمل، وأتمنى ألا يكون الملتقى مهرجانا للوظائف الوهمية». وفي المقابل اكتفى بعض الشباب بالتجول في المعرض دون أن يحملوا ملفاتهم، حيث علق سعد الزهراني بالقول «أعتقد أن الملتقى نسخة مكررة للدورتين السابقتين والتي حملت من الوهم والتلاعب ما يحرق أعصابنا، حيث لم أترك ركنا إلا وقدمت بياناتي ومؤهلاتي ولكن ما يقارب أربع سنوات وأنا عاطل عن العمل»، مشيرا إلى أن المؤهلات التي معه هي شهادة الثانوية العامة. بينما يرى مسفر السلمي أن التخصصات الجامعية غالبا ما يحظ حاملها بالركون في زوايا ولا يجد التقدير من مؤسسات حكومية وخاصة فما بالك بحاملي شهادات المعاهد وشهادات الثانوية العامة وما دونها وعلق فارس السلمي: «لو سألت أحد الموجودين عن نسبة ثقته بالتوظيف من خلال الملتقى لم تتجاوز40 % وفقا لنتائج مشاركته في الدورتين السابقتين». وأبدى منصور سعيد اليامي خشيته من تحول الملتقى إلى مجرد ترويج للبضائع والمنتجات ودعاية، حيث إن بعض الشركات توزع على الزوار الملصقات التي تحمل من المميزات ما يجعل الشاب يحلم بالعمل في تلك المؤسسة، ولكن يجد في داخله صوتا يرد عليّ بالقول «لا تحلم واجد»، مبينا أنهم أضحوا يشعرون باليأس المفرط من الحصول على عمل ويضيف «تعبنا من التسكع على أرصفة الشوارع وتعبنا مما يقال إن الشباب السعودي لا يبحث عن العمل وعن مؤهلاته.. معي الشهادة الثانوية ولو أعلم أنني لو حصلت على الجامعة سيتم توظيفي فسأبدأ من الآن ولكن أخي خريج من الجامعة حتى هذا اليوم ينتظر تعيينه معلما». ويتفق معه زميله أحمد عبدالرحمن اليامي والذي قال تواجدت وقدمت على أكثر من ركن وجميعهم رحبوا بي: «ولكن لا أخفيك بأنه لا يختلف عن الترحيب الدورة الماضية والمشكلة تكمن في أن الجهات الخاصة تبحث عن الأجانب ولا تثق بالشباب السعودي. وفي تعليقه على آراء الشباب دعا نائب رئيس غرفة جدة مازن بترجي الشباب إلى عدم الإحباط، وأكد أن الهدف من السوق إتاحة الفرصة للشباب السعودي للاطلاع على الوظائف المتوفرة وتوفير عدد من فرص العمل لهم والمساهمة في توطين القوى العاملة، مشيرا إلى أن المعرض جمع أكبر عدد من الشركات في المملكة التي تعي المسؤولية الوطنية القادرة على استيعاب أعداد كبيرة من طالبي العمل من الشباب والفتيات وذوي الاحتياجات الخاصة من السعوديين .