في وقت بات الانفجار السكاني مرتبطا بمعدل الولادات في الدقيقة أو الدقائق المعدودات، دخلت المملكة في واقع آخر يرتبط بذات المعدل الزمني المحسوب بالثواني، ألا وهو عدد الطلاقات، التي بلغ معدلها حالة طلاق كل 30 دقيقة. ولم تكن مفاجأة تلك الأرقام التي أعلنت أمس، حسب رؤية أحد المختصين «تحفظ على ذكر اسمه»، ممن علقوا على تلك الإحصاءات التي جاء فيها أن المملكة شهدت العام الماضي 1431ه، ما يزيد على 18765 حالة طلاق، أي بمعدل حالة طلاق كل نصف ساعة. وأوضح المصدر أنه يجب أن نتبادل التهاني في هذا التوقيت؛ لأن العام قبل الماضي 1429ه، كانت الإحصاءات تشير إلى أن عدد الطلاقات بلغ 28867 صكا، بمعدل 79 صكا يوميا «3.2 حالة كل ساعة»، بما يعني انخفاض الحالات بنحو 10102 حالة، وهو عدد كبير جدا؛ لأن الانخفاض في المعدل في الشهر الواحد يصل إلى 841.8 حالة. عدد الطلاقات البارحة كانت البشرى واقعا، خلال لقاء الثلاثاء الشهري الذي تنظمه «غرفة الشرقية» مطلع كل شهر ميلادي، حيث أعلن خلاله الرئيس التنفيذي لفرع جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي «واعي» بالمنطقة الشرقية عوض الحربي، أن المملكة شهدت خلال عام 1431 نحو 18765 حالة طلاق، أي بمعدل حالة طلاق كل نصف ساعة. وتطرق إلى أنه شهد العام نفسه أكثر من 1000 حالة تعنيف أسري، مشيرا إلى أن «هذه الإحصاءات تدعونا للتأكيد على ضرورة الجهد في التوعية والتأهيل الاجتماعي الذي تتبناه الجمعية المنبثقة من وزارة الشؤون الاجتماعية». وراح يتحدث الحربي عن وضع المراهقين «حيث إن 40 % من المراهقين الموجودين في الإصلاحيات بالسجون يعودون مرة ثانية للسجن، أكثر من 40 % من أولياء أمورهم يعانون الأمية، أو المستوى التعليمي المنخفض؛ إذ لا يوجد من بينهم سوى 9 % ممن يحملون الشهادة الجامعية، في حين أن 40 % منهم أميون، والباقي من ذوي التعليم الأقل من جامعي، وذلك حسب دراسة ميدانية أجرتها جامعة الملك سعود عام 2004 م». مجهولو النسب وفي معرض حديثه عن الجمعية ودورها الاجتماعي الخيري تطرق الحربي إلى الأيتام مجهولي النسب في المنطقة الشرقية، وذكر أن ثمة تدهورا في المستوى الأخلاقي تعانيه هذه الفئة؛ إذ يعاني البطالة أكثر من 90 % من هذه الفئة التي يشرف المركز على شؤونهم، وتدهور المستوى التعليمي لديهم، إذ إن نسبة التعليم العالي بينهم منعدمة، ونسبته لم تتعد الصفر. وأشار إلى أن «الجمعية تعمل لأن يصبح المجتمع السعودي متميزا، وذلك من خلال تنمية الوعي والسلوك الحضاري لدى الفرد والأسرة والمجتمع، وتفعيل طاقات الأفراد والمؤسسات، وغرس ثقافة العمل المؤسسي التطوعي، والسعي للتكامل مع المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية، والاستفادة من الدراسات والتجارب المحليّة والعالمية»، مبينا أن من ضمن أنشطة فرع الجمعية بالمنطقة الشرقية لتحقيق هذه الأهداف هو إقامة نادي الفرسان للأيتام مجهولي النسب، من خلال مركز الأمير سلطان للرعاية الاجتماعية، ولدينا 120 نزيلا يحظون بالرعاية، نقدم لهم برامج وتوجيهات مباشرة لرفع المستوى الاجتماعي والأخلاقي لديهم، ومن ضمن هذه البرامج برنامج لمدة 3 أشهر، يتضمن التعلم على مهارات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، والرحلات وزيارة بعض المواقع وبعض الشخصيات». أمانة لجدة ولفت الحربي إلى أن الجمعية قامت بحملة «أمانة» لمساندة منكوبي جدة، وهي مبادرة شبابية من أكثر من 15 فريقا تطوعيا ضمت 200 شاب وفتاة، تمت بالتعاون مع جمعية البر بالمنطقة الشرقية، وبتوجيه مباشر من أمير المنطقة الشرقية؛ إذ تم تسيير 30 شاحنة متوسطة، واستفاد نحو ألف أسرة في محافظة جدة، وكان هذا النشاط بهدف تحفيز مبدأ التكاتف بين أبناء الوطن الواحد، وشهد تكاملا بين مختلف الجهات الخيرية «وقد شهدنا تفاعلا كبيرا من رجال الأعمال من خلال الاستضافة والدعم المالي والعيني والخدمات اللوجستية، فضلا عن مساهمتهم في عملية النقل». ومن إنجازات الجمعية، حسب الحربي، برنامج تدريبي للفتيات يحمل اسم «قادة المستقبل»، تم بالتعاون مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وقد استفادت منه 75 فتاة، حيث تم تنفيذ 23 برنامجا تدريبيا، وأكثر من 120 ساعة تدريبية، شارك في التنفيذ نحو 20 مدربة معتمدة، وحققت الجمعية دخلا ماديا بلغ 21 ألف ريال خلال أسبوعين. خطط مستقبلية وأشار إلى أن فرع الجمعية في المنطقة الشرقية واحد من خمسة فروع في كل من الرياضوجدة والقصيم وجازان، وهناك خطة لافتتاح ستة فروع أخرى، تتطلع لمشاركة جميع المؤسسات والأفراد في العمل التطوعي، وتعمل للاستفادة من جميع الطاقات لخدمة هذا الهدف، وذلك وفق لوائح الجمعية التي يتشكل مجلس إدارتها مرة كل ثلاثة أعوام، حيث يتم انتخاب أعضاء جدد، والمجلس الحالي عمره ثلاثة أسابيع، مشيرا إلى أن من ضمن برنامج فرع المنطقة الشرقية دار الرعاية الاجتماعية المختصة بالأحداث وقدمت من خلاله هذه الدار العديد من البرامج التربوية والدورات التدريبية، فضلا عن البرامج الاجتماعية مثل حفل معايدة لمدة أربعة أيام بمناسبة عيد الأضحى المبارك «وهناك أيضا برامج عدة سوف يتم تنفيذها في فصل الصيف المقبل، إننا نؤمن بأن يكون للجمعية مصدر دخل ثابت لتحقيق مبدأ الاستدامة، ونسعى لأن نحقق 60 % من دخلنا من مصادر ذاتية، ومن البرامج التي تحقق هذا الغرض تقديم دورات تدريبية وبرامج توعوية لبعض الجهات بمقابل مادي، على غرار ما جرى مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، كما حصلت الجمعية على منحة وهي عبارة عن قطعة أرض في محافظة الخبر مساحتها أكثر من 3200 متر مربع، فقد تم وضع مخطط مبدئي لاستثمارها بشكل مجد لتوفير دعم مستمر للجمعية، وأن تكون مركزا اجتماعيا يستثمر جزء منه لدعم الجمعية». وأكد الحربي أن الجمعية تسعى لأن تقوم بعمل غير تقليدي، وأن تتقاطع مع مختلف الجهات والشركات والجمعيات، حيث لا نقوم بعمل يقوم به غيرنا «بل نسعى إلى أن نتكامل مع بعضنا بعضا، خاصة أن عملنا تطوعي بالكامل، ولكننا نأمل في توحيد الجهود، مع أن كل جمعية لها تخصصها، وكلنا في مركب واحد وهو خدمة المجتمع والوطن»، لافتا إلى أن الجمعية تعمل من خلال وسائل الإعلام المحلية لتحقيق تلك الأهداف». وذكر أن الجمعية تتبنى برنامجا تحت اسم «رخصة قيادة الأسرة»، وهو برنامج يتم بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية المعنية، هدفها توعية المقبلين على الزواج، من الأسر المحتاجة، بحيث تقدم لهم مساعدة مادية مشروطة بحضور دورة تدريبية حول بعض القضايا الخاصة بالأسرة