أكاد أجزم أن الشرق الأوسط لا يشغله أكثر من قضية برنامج إيران النووي، وقيادة المرأة السعودية! ومن رأيي الشخصي أن الموضوع الأخير يستحق جائزة الأوسكار لكثرة تداوله في الصحف والفضائيات والمنتديات والمنازل! لا أعلم من الذي سبق وأخذ من كل أنثى سعودية توكيلا للمطالبة بالحق الباطل في القيادة، لكنني أعلم أن هذه المطالبة من فئتين لا ثالث لهما: الأولى: مجموعة لديهن ظروف خاصة، يحتجن فعلا إلى القيادة فلا يوجد من يقوم بخدمتهن. الثانية: وهم كثيرات للأسف، مجموعة «الهياط» بلغة الشارع، فئة ال15 حتى 35 ربيعا، اللاتي يحسبن الأمر كله تشغيل المحرك والذهاب لاصطحاب سوير ومنيرة! والحق إن أردناه أكبر من ذلك، وأحمد الله أن لدينا رجالا خلق الله لنا بين أضلعهم الغيرة والخوف علينا، هم لا يستطيعون أن يتصوروا أن أختهم أو ابنتهم التي دائما تحت ذراعهم تقود سيارة بمفردها، هم يعلمون أكثر منا الخطر الذي سيواجهنا، ويدركون أن في شوارعنا كبقية الشوارع في العالم شبابا «أشباه رجال» ليس لديهم حشمة وتقدير لعرض البنت وشرفها! هم يثقون بنا، لكنهم لا يستطيعون أن يثقوا بمن هم بالخارج أبدا. الموضوع ليس تفكيرا رجعيا، الموضوع جله تفكير منطقي، نعم أنا فتاة أتمنى أن أقود لكن بمجرد أن أفكر بعواقب هذه الأمنية أتخلى عنها فورا، أنا فتاة لا أشعر بالأمان إلا مع أخي أو والدي، فكيف يمكنني أن أقود سيارة في الشارع بمفردي! وليس من التخلف رفض هذه القيادة لأن دليل حضارة الدول هي الحضارة والثقافة والمدنية، وليست قيادة المرأة أو جلوسها خلف المقود واحدا من عناصر التقدم والتمدن! المرأة لديها من الأمور الأهم من القيادة، أمور فكرية تستحق النظر بها إن كنتم تطمحون حقا للتطور. فيا من ينادي إلى القيادة: «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» وكفى.