الرياض، جدة، الخبر، الطائف. منيرة المهيزع وسلوى المدني وبسمة محمد وعبدالكريم الذيابي طالبت أمس مئات من معلمات محو الأمية وتعليم الكبار في كل من الرياضوجدة والشرقية والطائف، وزارة الخدمة المدنية بتطبيق قرار تثبيت موظفي البنود عليهن حسب القرار الملكي الأخير وذلك بعد أن أحدثت التصريحات المنسوبة للمتحدث الرسمي لوزارة الخدمة المدنية عبدالعزيز الخنين الذي أكد فيها أن القرار الخاص بتثبيت المعينين على كافة البنود ويتقاضون رواتبهم من ميزانية الدولة ومن خارج الميزانية، لا يشمل معلمات محو الأمية. وقالت المعلمات إن قرار تثبيتهن ضائع بين وزارتي التربية والتعليم والخدمة المدنية، مشيرات إلى أن إحداهما هي التي طلبت استثناء معلمات محو الأمية من الترسيم وهو الأمر الذي دفع نائب وزير الخدمة المدنية إلى التأكيد على أن وزارته ليس لها علاقة بهذا الأمر. وكانت أكثر من 300 معلمة تجمعن أمس منذ الساعة السابعة صباحا أمام وزارة الخدمة المدنية في الرياض بعد أن أصبن بالإحباط إثر ما تردد عن استثنائهن من قرار الترسيم. وتساءلت المعلمات أمام نائب الوزير: لماذا لا تنفذ الوزارة القرار الذي كان واضحا وصريحا ولم يحمل أي استثناء؟ إلا أن العبدالقادر أكد للمعلمات أن وزارته لا علاقة لها بأمر استثنائهن من قرار التثبيت. ورغم محاولته تهدئة المعلمات إلا أن جهوده لم تفلح حيث افترشن الأرض الأمر الذي دفع مدير وحدة المساندة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عادل المقبل للتدخل والتعهد أمامهن بأنه سيعمل على إيصال مطالبهن إلى الجهات المعنية وهو الأمر الذي لقي تجاوبا من المعلمات اللاتي قررن الانصراف حوالي الساعة 12 ظهرا. وذكرت أم فيصل ل « شمس» أن قرار الاستثناء أفسد فرحتهن بالتثبيت الذي كانت تنتظره منذ 12 عاما. وأضافت المعلمة «ف ن» أن هذا القرار بالفعل كان محبطا جدا ولا تدري مبرراته: « أنا أم لأيتام وأحلم بتأمين مستقبل صغاري». إحدى المعلمات من حملة البكالوريوس منذ 20 عاما عرضت شهادتها للبيع أمام الحضور كنوع من التعبير عن يأسها من الترسيم. وفي جدة توافدت أمس عدد من معلمات محو الأمية أمام فرع وزارة الخدمة المدنية وهن يحملن تفسيرات متفاوتة حول مدى شمولهن أو عدمه بالتعيينات والتثبيتات التي صدرت بها الأوامر السامية والتي شملت كافة العاملين على البنود. وذكرت عدد من المعلمات ل«شمس» أن بعض المعلمات لم تسمح لهن ظروفهن بالحضور اليوم وإلا لكان عددهن أكبر. وقالت مديرة المركز «52» لمحو الأمية نوال الغامدي إن هناك اضطرابا أحدثته تصريحات الخنين بخصوص قرار التثبيت الذي كان واضحا من وجهة نظر المعلمات بأنه يشملهن، وأكد ذلك مدير عام تعليم الكبيرات فوزية الصقر التي أرسلت رسائل بالجوال للمشرفات على مراكز محو الأمية تهنئ فيها المراكز ومعلماتها بالتثبيت عقب صدور القرار، كما خصصت مكانا على موقعها الحواري لاستقبال التهاني بالتثبيت. وأضافت: كيف لا تطالب المعلمات بحقوقهن إذا علمنا أن عددا منهن يعملن منذ أكثر من 20 عاما ويتقاضين رواتب متدنية فخريجات الثانوية ومعاهد المعلمات الثانوية يحصلن على ألفي ريال شهريا بينما تتقاضي حاملات البكالوريوس والماجستير ثلاثة آلاف فقط. و تساءلت كل من المعلمات رفعة الغامدي وحنان محمد وإبتسام.أ: «القرار واضح لا لبس فيه، وتصريحات مسؤولي الخدمة المدنية والمالية والتربية واضحة منذ بدء إعلان القرار. فما الذي جعل للقرار قوانين وشروطا واستثناءات، ولماذا يدلون بتصريحات ثم يتراجعون عنها؟». وأضفن: «نحن نؤدي دورنا ووظيفتنا كالمعلمات الأخريات المعينات أو المعينات على البنود، ممن تم أو سيتم تثبيتهن، فلماذا نستثنى نحن؟». أما سحر.م ومريم .ح فأشارتا إلى دور معلمات محو الأمية خاصة وجهود السعودية وإنجازاتها في مجالات محو الأمية المشهودة والمعروفة عالميا. وتساءلن: أليس لنا بعد ذلك الحق في المكافأة والحصول على الحق الوظيفي ومقابله المادي؟ وفي الخبر تجمعت كذلك عدد من معلمات محو الأمية صباح أمس أمام فرع الوزارة للمطالبة بتنفيذ قرار التثبيت. وذكر مصدر أن هناك لجنة عليا مشكلة تدرس أوضاعهن وتضع الضوابط حيال ذلك القرار. من جانبه أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخدمة المدنية عبدالعزيز الخنين ل «شمس» أن فرع الوزارة عمد إلى استقبال المعلمات وعرض وجهة نظر الوزارة أمامهن، مشيرا إلى أنه تم وعدهن بدراسة الأمر مع الجهات المختصة. أما في الطائف فقد تجمعت أيضا عشرات المعلمات أمس منذ ساعات الصباح الباكر أمام فرع الوزارة للمطالبة بترسيمهن وتطبيق القرار كما هو. ورفعت المعلمات عددا من اللافتات التي تعبر عن مطالبهن خاصة بعد أن رفض مدير الفرع مقابلتهن وطلب من الحراس إبعادهن عن الفناء الداخلي