وزارة العمل طوال الأعوام الماضية كانت تتحدث عن العاطلين وهي لا تعرف عددهم، طوال أعوام بقي المجتمع يأخذ أرقام العاطلين ويشكك بها، فيما الوزارة والجهات المعنية بالبطالة كانت تشدد على أنها هي الأرقام الحقيقية، لكن إعانة البطالة التي أقرت أخيرا كشفت الأعداد الحقيقية للعاطلين، فالعدد قارب المليونين، وكانت الوزارة تؤكد سابقا أن الرقم الرسمي 470 ألفا، وبعد إقرار الإعانة مباشرة قالت الوزارة إن الإعانة ستشمل 560 ألفا، أي أن هناك زيادة تقارب 90 ألف عاطل صاروا على القائمة بين يوم وليلة. الوزارة التي ينتظر منها المواطن الإسهام في مشكلة البطالة لديها عدد من المفارقات، فالأول يلمح إلى أنها لا تعرف العدد الحقيقي للعاطلين، وهذا يمكن للوزارة إرجاعه إلى أنها تعترف بالمقيدين على قوائم طلبات العمل، أما الثاني فهي أن الأرقام التي تعلنها الوزارة غير الأرقام الحقيقية، وهذا يحتاج إلى تفسير من الوزارة، ف470 ألفا التي كانت تعترف بهم وزارة العمل سابقا يجعلون البطالة تصل إلى 10 %، والرقم زاد من خلال طلبات الإعانة إلى أكثر من أربعة أمثال، ما يستدعي في المقابل ارتفاع نسبة البطالة إلى السكان، وهو ما يجعل مشكلة البطالة تقارب في نسبتها دولا لا تملك أي مقومات إيجاد عمل، وهو عكس الموجود في المملكة التي يعمل فيها ما يزيد على ستة ملايين وافد! جميع الأرقام غير الدقيقة حول البطالة تحتاج إلى تفسير، تفسير يوضح لماذا الأرقام المعلنة لا يتطابق بعضها مع بعض، كما أنها لا تتطابق مع الواقع، والتفسير الذي نتمناه نأمل ألا يكون محاضرة حول تعريف من هو العاطل، ومن يعد عاطلا ومن لا يعد، وتشعب لا يجيب على جوهر القضية، فالبطالة قضية مهمة وخطيرة، لكنها ليست سرا لتكتم وزارة العمل الأرقام الحقيقية عن الرأي العام.