يقول المثل الخليجي «أبو طبيع ما يجوز عن طبعه»، فرغم حالة الركود الإجباري التي تشهدها الساحة الغنائية وتوقف طرح الألبومات من قبل شركات الإنتاج التي تراقب بحذر الأوضاع السياسية المتأزمة في الوطن العربي، آثر بعض الفنانين تحريك الوسط من خلال التفتيش في خلافات سابقة في الوسط وإطلاق التصريحات التي تداولتها وسائل الإعلام في الفترة الماضية وكان أبطالها نجوما لم يتوقع الجمهور أن يتسبب الفراغ الفني الذي يمرون به في الفترة الراهنة في أزمة لهم، وهذا ما دفعهم لتبادل الاتهامات في محاولة أشبه ب«كسر الروتين» الذي يمرون به، ومن هؤلاء الفنانة أصالة التي ستقف أمام المحكمة في ال 17 من مايو المقبل، وذلك على خلفية الدعوى القضائية التي رفعها عليها شقيقها أيهم نصري «متعهد حفلات» بسبب خلافات بينهما، وهذا ما دفع الأخير إلى تصعيد القضية واللجوء للمحاكم، وتأتي هذه المشكلة للفنانة بعد أن فاقت من صدمة نشر طليقها السابق مقطعا صوتيا للفنانة أصالة وهي تدخل في حفلة شتائم بينها وبين شقيقها أنس وزوجها المخرج طارق العريان، بل وألمح في حواره الأخير في برنامج «للنشر» مع المذيع طوني خليفة بأنه بصدد عمل مسلسل يتناول قصة حياة فنانة وينشر فضائحها في إشارة إلى أصالة، هذا عدا خلافها الأزلي مع نقابة الموسيقيين في مصر الذي ظهر على السطح مجددا هذه الأيام بتأكيدات جمال سلامة القائم بأعمال النقابة أنها لا تزال ممنوعة من الغناء في مصر. على الطرف الآخر كانت هناك حفلة أخرى من تبادل الاتهامات بين الفنانة أحلام والملحن الكويتي عبدالله القعود، وذلك بعد أن أشعلت أحلام فتيل الخلاف في حوار لها ذكرت من خلاله ما نصه «القعود مسكين كذب الكذبة وصدقها، فهو شخص ليس له لا في الطين ولا في العجين» وجاء هذا التصريح متأخرا على خلفية استبعادها من مهرجان هلا فبراير، وذلك ما دفع الملحن للرد عليها من خلال وصفها ب «المفلسة» التي لا تملك جديدا، وذكر أنه ترفع عن الرد عليها أكثر من مرة إلا أنها كانت تلاحقه في حواراتها وتستغل أي إطلالة لها من أجل الإساءة وذكر في حديثه أخيرا أنه لو دخل في خلافات فنية مع أصالة أو نوال الكويتية أو نجوى كرم، لرد عليهن منذ البداية؛ لأنه يعرف أسلوبهن الحضاري في التعاطي مع الأمور «تجاهلي لها جاء بسبب أخلاقي وتربيتي التي تبعدني عن المهاترات، ولست مثلها بتاريخ ملطخ بالمشكلات». في الجهة الأخرى اشتعل الخلاف بين الفنانتين أروى وشذى حسون بعد ظهور الأخيرة في برنامج «لو» الذي تقدمه الأولى على شاشة ال «إم بي سي» وكان الخلاف قد انطلقت شرارته بين الفنانتين خلف الكواليس بسبب خلافات قديمة، وظهرت هذه المشكلة بعد انتهاء الحلقة عندما اتهمت شذى مقدمة البرنامج بأنها استضافتها كي تتعمد إحراجها أمام الجمهور ببعض الأسئلة التي لم ترق لها، وكانت تعرف النية المبطنة من أروى قبل الظهور في البرنامج، في حين ذكرت أروى أن شذى لم تكن الضيفة التي من المفترض أن تظهر معها في الحلقة، ولكن اعتذار الفنانة شيرين عبدالوهاب في اللحظات الأخيرة دفعهم للاستعانة بضيفة طوارئ وهو ما تحقق عن طريق فنانة لم تحظ منذ شهور بأي إطلالة فنية ورصيدها الفني يحوي أربع أغنيات نصفها ممنوع من العرض على حد وصفها. ولم تقتصر الحروب الإعلامية هذه الأيام على نجوم الأغنية فحسب، بل حتى نجوم الدراما دخلوا هذا المعترك عبر بوابة السياسة، ففي مصر تحول المشهد إلى ثورة جديدة أبطالها ممثلون كانوا مع الثورة، وآخرون تحفظوا عليها، فقد شن المخرج السينمائي خالد يوسف الذي يعيش هذه الأيام في شهر العسل بعد زواجه من شاليمار الشربتلي في جدة هجوما شديد اللهجة على الفنانة غادة عبدالرازق وأعلن من خلاله مقاطعته الفنية لها وحرض يوسف في أحاديثه الإعلامية الجمهور على مقاطعة أفلامها وأعمالها الدرامية، بل زاد الأمر سوءا عندما طالب بمنعها من الظهور على الشاشة، بدورها دافعت غادة عن نفسها واتهمت يوسف بالخيانة ومحاولة إثارة الفتنة والوصول لبعض الأهداف التي يخطط لها. وإذا كان شهر مارس حافل بهذا الكم من الخلافات فإن إبريل من المتوقع أنه لن يكون أقل من ذلك لازدياد الاحتقانات الفنية التي بدأت تظهر على السطح في ظل بطء عجلة الحركة الفنية واقتصار حضور بعض الفنانين على الحفلات الخاصة، ما يعطي مساحة كبيرة للنجوم في الظهور في وسائل الإعلام وتصفية الحسابات مع بعضهم البعض .