هي أولى تجاربي مع واسيني الأعرج ولن تكون الأخيرة.. لغة جميلة سلسة فيها من الصور الشيء الكثير، أسلوب بديع في عرض لحظات الحب والكره لكن الشيء الذي ما استسغته كثيرا هو تلك اللهجة الجزائرية المفرطة التي كانت تعيق سرد الجمال اللغوي في الرواية. أعجبني كثيرا أسلوب السرد فلم يقتصر على الأستاذ بل كانت تدخل مريم في كثير من الأحداث لتروي لنا معاناتها فهذا التبادل في السرد كان جميلا. لم يعجبني كثيرا تعاطي الكاتب مع حراس النوايا إذ كانت نظرته لهم سلبية ومسبقة. ينبغي أن تكونوا على استعداد لتلقي جرعة هائلة من الحزن والألم. Mohammad Dawood كانت البلاد تذبح نفسها بقوة وبعناد كبير.. الوطن ينتهي ويصير أوطانا. والألسن تضيع وفرسان البلاد القديمة يبحثون عن موتهم خارج النهايات المبتذلة. عندما تقرأ الرواية ستعود بك الذاكرة إلى الجزائر في الثمانينيات بكل أحدائها.. انتفاضة أكتوبر، انهيار الاقتصاد، انتشار الأصولية «حراس النوايا في الرواية» عهد الدروشة، انقسامات الجزائر وتصريحات نحنوح والشيخ سحنون وحركة بوعلي وإن لم تكن بهذا الوضوح والتصريح في الرواية لكن عند القراءة ستعرفها حتما. أحداث الرواية تدور بشكل رئيسي بين مريم راقصة البالية التي تصاب برصاصة طائشة وأستاذها.. وهناك توافق كبير في النص بين مريم الحبيبة والجزائر الحبيبة أيضا ومن يقرأها بهذه العين سيكتشف ذلك عند النهاية فقتل مريم وضياع الحب هو قتل الجزائر وقتل الفن وفقدانه. الرواية كتبت بلغة شعرية تفوق الوصف. لعل أجمل فصولها هو عندما أدت مريم رقصة شهرزاد هذا الجزء كتب بحرفية رائعة. وأنت تقرأ ستشعر وكأنك في مسرحية سترى مريم أمامك وهي تؤدي وصلاتها الاستعراضية. ما يعيبها من وجهة نظري بعض المقاطع التي لا تملك إلا استبعادها ثم المتابعة في القراءة وبعض الألفاظ غير المهذبة فقط. Al jarbou anoud Al حين تكون قادرا على بلع كمية كبيرة لا بأس بها من الرثاء فاعلم أنك على استعداد لقراءة هذا الباذخ واسيني.. لغة الجزائريين دائما جميلة ومتعبة في الوقت ذاته، فهم يعلمون السر وكيفية الوصول إلى مشاعرك بطرق ملتوية تصيبك في مقتل.. يوثقون رواياتهم دائما بأزمات وطنيه، وكأنهم يرسلون رسائل قصيرة للبلد. كنت أخشى أن أترك الكتاب ويظل أثره في قلبي وهذا ما حدث.. مريم وأي حزن يتشعب في القلب؟