سجلت مدينة فيغا دلا توري، الواقعة بالقرب من محطة «لاجونا فيردي» للطاقة النووية على مسافة 290 كيلومترا من عاصمة المكسيك، 98 حالة إصابة بمختلف أنواع السرطان والشلل الرباعي والشلل النصفي ومرض «داون»، وغيرها من الأمراض الخطيرة الناتجة عن إشعاعات نووية. ونسبت رئيس البلدية ليتيثيا رودريجيث، وكذلك الضحايا والناشطون المكسيكيون هذه الإصابات إلى هذه المحطة النووية التابعة للجنة الوطنية العامة للكهرباء والتي بدأ تشغيلها في عام1990. وأكدت رودريجيث أن ما يحدث هو مصدر لليأس والقلق الشديد، «فيقولون لنا إن المفاعل يعمل بالصورة الواجبة، لكن الأهالي يشككون في ذلك». وتساءلت رئيسة البلدية المتضررة «ما الذي يضمن لنا ألا يتكرر هنا ما يحدث في اليابان؟ لا نعرف ما الذي يمكن أن يحدث يوم الغد»، علما أن مدينة فيغا دلا توري التي تؤوي ما يزيد على 18 ألف نسمة، تعيش أساسا على الزراعة وتربية للماشية. يذكر أن محطة «لاجونا فيردي» تضم مفاعلين نوويين تبلغ قدرتهما الإجمالية على توليد الطاقة نحو 1400 ميجاوات، وتعمل باستخدام اليورانيوم المخصب. هذا، ولقد تعرضت المحطة للجدل الشديد منذ بداية تشغيلها. فخلال عملية تقييم في عام 1999، تحققت الهيئة العالمية للمؤسسات القائمة على تشغيل المحطات النووية، من انتشار الوقود المستنفد الذي يضعف أنظمة التشغيل، وكذلك من عدم كفاية تدريب الموظفين والإدارة وتنظيم العمل، فضلا عن المعدات شبه العتيقة. وأجرت الهيئة العالمية، التي أسستها مؤسسات تشغيل الطاقة النووية في عام 1989 ومقرها في لندن، عملية تقييم ثانية في عام 2009، لكن السلطات لم تكشف عن نتائجها. وصرحت كلاوديا غوتييرث، التي شاركت في تأسيس منظمة «أمهات ضد النووي» غير الحكومة، في ولاية «فيركروث» المكسيكية في عام 1987 «إننا نشدد على حتمية إجراء عملية تقييم مستقلة». فيما ذكرت السلطات المكسيكية أخيرا أن المنشأة الوحيدة من نوعها في البلاد آمنة تماما ولا تشكل أي مخاطر أو يوجد بها أي خلل، بعد انتشار المخاوف في البلاد إثر الأضرار التي حدثت في مفاعلات فوكوشيما اليابانية. وشاطر برناردو سالاس، مدير مختبر التحليل الإشعاعي للعينات البيئية بكلية العلوم في جامعة المكسيك، هذا المطلب، مؤكدا ضرورة «إجراء دراسة مستقلة للتحقق مما إذا كانت الإشعاعات «الصادرة عن المحطة النووية» ضارة بالصحة، وهو الأمر المفترض فعلا». وأفاد الخبير، الذي فصلته اللجنة الوطنية العامة للكهرباء عن منصبه، أنه عثر في الفترة بين 2007 و2009، على آثار لعناصر مشعة «سيزيوم – 137» و«كوبالت 60» في ثلاث نقاط مجاورة للمحطة النووية. وذكر أن المفاعل 2 بالمحطة قد أوقف عن العمل في 8 فبراير عام 2006 بسبب عطب كهربائي، ما عرضه للانصهار. يضاف إلى ذلك أن الدراسة التي أجرتها لجنة الحوادث النووية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2008، قد أشارت إلى أن حادثا نوويا ما في المكسيك في وسعه أن يؤثر في80 % من أراضي البلاد .