من أكثر الصعوبات التي تواجه مجتمعا ما، اعتماده على قوانين ليس مقتنعا بها من الأساس فضلا عن عدم تواؤمها مع روح الشريعة الإسلامية ومع ذلك يبقى الإصرار كبيرا من أجل تمرير هذه القوانين التي اصطلحت عليها القبيلة أو الفئة وهي بشكل أو بآخر تمثل عقبات متعددة أمام طرق كثيرة؛ فقوانين الزواج في السعودية مثلا والتكاليف الباهظة الثمن والشروط المتحجرة التي لم تعد تواكب هذا الوقت تتطلب مرونة أكبر من قبل الآباء وأولياء الأمور، كما أن عادات أخرى قد تسهم في مشكلات، والسبب بكل بساطة أنها قوانين تم اعتمادها وهي بلا قيمة تذكر على الأقل في هذا التوقيت. إن بقاء المجتمع بعيدا في تصرفاته عن الروح الإسلامية سيبقيه بعيدا عن تحقيق أدنى متطلبات التصحيح، ومع مضي الوقت سيكون الأمر أشد تعقيدا، ولذا فمن المهم أن نواجه بعض العادات والقوانين التي نؤمن بمصادمتها للشرع أو حتى للطبيعة الحياتية، خاصة مع العولمة والغوص في المدنية؛ ما يجعل بقاء هذه القوانين مرهونا ببقاء المناضلين من أجل حمايتها لتكون مع مرور الزمن مجرد ذكرى سيئة. إن قوانين الحياة الاجتماعية لدينا المتعلقة بمفهوم إكرام الضيف مثلا أو طريقة تزويج الفتاة مما يتسبب في عنوستها وبقية التقاليد التي يرفضها الإسلام ولا يقرها ليس لأنه لا يحرص على وضع مثالي ومميز، وإنما لعدم قدرة الناس جميعا على الوفاء بها ولو جزئيا، لذا يحرص الإسلام على المرونة والسهولة في كافة مناحي الحياة بينما نحن كبشر حاولنا أن نوجد تقاليد أسهمت في حقن حياتنا بمزيد من التعقيد الشائك. فليس من المنطقي ولا المقبول عقلا ما قام به أحدهم في تقديم وجبة عشاء في صحن صنع خصيصا لهذه المناسبة وكل همه هو إكرام ضيفه، ولم يفكر مطلقا في مدى موافقة هذا للشريعة، مما أوقعه في هذه المخالفة، وليت الأمر يقف عند هذا الحد، فالكثير ربما استوردوا هذه الفكرة من طريقة هذا الرجل، ومع الوقت أصبح الشكل المعتاد للولائم والمناسبات هو الإسراف ولا شيء غيره، وعند السؤال عن السبب الذي أدى للوصول إلى هذه المشكلة، نجد أن السبب الجوهري هو محاولة إرضاء الناس مبدئيا. من المهم علينا كمجتمع مسلم أن نعيد فحص الكثير من عاداتنا ولا نتذرع بأنها قديمة وأن تغييرها بعد مضي هذا الوقت الطويل أمر صعب بسبب الخوف من مواجهة المجتمع، بل يجب أن نطمئن لأن الكثير يرى خطأها لكنه لا يجرؤ على المواجهة، وتذكر دائما أن الأفكار الصحيحة لو وجدت دعما حقيقيا ستتحقق فقط لو توفر العزم.