شهدت دول أمريكا اللاتينية في الأيام الأخيرة، موجة متنامية من المعارضة للتدخل العسكري في ليبيا، على ضوء عدم وضوح الهدف من الهجمات التي تشنها القوات الغربية بزعامة أمريكا أولا، ثم بقيادة حلف شمال الأطلسي اعتبارا من 30 مارس الجاري. وصرحت رئيسة البرازيل ديلما روسيف أن هذا التدخل بحجة حماية المواطنين المدنيين، يتسبب الآن في مقتلهم. وكانت البرازيل امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن على قرار استخدام «التدابير الضرورية» للحد من العنف في ليبيا. والآن طالبت رئيستها بوقف إطلاق النار فورا، مؤكدة أن هذا التدخل أسفر عما كان يخشى منه، أي سقوط ضحايا مدنيين بدلا من حمايتهم. ونسبت وسائل الإعلام البرازيلية هذا الموقف إلى اتفاق بين الكواليس بين دول مجموعة «بريك» التي تضم البرازيل، والصين، والهند، وروسيا، وهي الدول التي امتنعت، بالإضافة إلي ألمانيا، عن التصويت لصالح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973. أما الأرجنتين المجاورة، فقد بدا موقفها من التدخل العسكري في ليبيا يتبلور الآن بعد أن تجنبت إصدار أي بيان رسمي في هذا الشأن، سواء بتأييد التدخل أو رفضه. وأعربت حكومتا أوروجواي وباراجواي عن مواقف مماثلة لتلك التي أعلنتها البرازيل والأرجنتين. أما الدول الأعضاء في كتلة «ألبا»، فقد تضامنت مع موقف رئيس فنزويلا هوجو تشافيز، وأدانت بشدة التدخل العسكري الجوي، الذي تعزوه إلى مصلحة أمريكا وحلفائها الأوروبيين في السيطرة على النفط الليبي. ويذكر أن الدول الأعضاء في «ألبا البديل البوليفاري لشعوب أمريكتنا» هي فنزويلا، وأنتيجوا وبربودا، وبوليفيا، وكوبا، وإكوادور، ودومينيكا، ونيكاراجوا، وسانت فنسنت وجرينادين. ويذكر أن تشافيز سعى قبل قرار مجلس الأمن، إلى تشكيل مجموعة من الدول الصديقة لبحث الوضع ميدانيا والتوسط بين الأطراف، وأدان علنا الهجوم العسكري، مكررا مطلب البحث عن حل دبلوماسي. وتقف في القطب المعاكس، أي لصالح التدخل العسكري في ليبيا، كل من كولومبيا، وبيرو، وشيلي والمكسيك.