مع اقتراب دوري زين السعودي من إغلاق أبوابه في ظل تبقي ست جولات حاسمة يترقب الشارع الرياضي نتيجة الصراع المثير لحسم اللقب، حيث لم تعرف هوية البطل حتى الآن على الرغم من الأفضلية الهلالية والانفراد بالصدارة بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه الاتحاد. وتحمل الجولات المقبلة الكثير من التحديات للفريق الأزرق، حيث يواجه فرقا متفاوتة الطموحات ما بين باحث عن البقاء وراغب في تحسين الأداء والمركز بعيدا عن الضغوطات أو حتى متحد لعرقلة الانطلاقة وسط رغبة كبيرة وقوية لكسب النقاط الثلاث. «شمس» بدورها استطلعت بعض الآراء لمعرفة ما إذا كان الهلال قادرا على الحفاظ على صدارته وتطرقت إلى بعض الجوانب الفنية واللياقية والنفسية للوقوف على الحظوظ الهلالية في الصمود وتحقيق لقب بطولة دوري زين للمحترفين.. وفق تحليلات وآراء الخبراء من ذوي الاختصاص. من جهته أكد المدرب الوطني القدير ورئيس لجنة المدربين الوطنيين محمد الخراشي أن الدور الكبير يقع على عاتق اللاعبين: «المنطق والعقلانية هي ما يجب أن يعيه لاعبو الهلال لأنهم يجب أن يلعبوا جميع مبارياتهم على إنهاء مباريات نهائي كؤوس ويجب أن يحقق الفوز في أربعة لقاءات على أقل تقدير لأن الفريق سيقابل مجموعة فرق منها من سيلعب «مرتاحا» دون أي ضغوط وهناك من الفرق من ستلعب وهمها إيقاف الهلال وإبعاده عن البطولة وعلى اللاعبين أن يحافظوا على أنفسهم من حيث الراحة التامة والنوم المبكر والتغذية السليمة ويجب البعد عن المؤثرات التي تؤثر «سلبا» وتسبب في إرهاق اللاعب، وكذلك الحرص على اللعب الجماعي». وفيما يتعلق بمدرب الفريق الأرجنتيني كالديرون أكد الخراشي: «يجب أن يكون هناك استقرار وأن يلعب بلاعبي ارتكاز لأن المنطق والعقل ومباريات الهلال تقول إنه لا يمكن للهلال أن يلعب بمحور واحد، فالدفاع بحاجة إلى مساندة لاعبي الوسط خصوصا في ظل وجود محوري ارتكاز كما أن لاعبي الوسط عليهم التفاعل بشكلٍ كبير في أداء أدوارهم الدفاعية والهجومية أما هجوم الفريق فعليه استغلال أنصاف الفرص وتسجيل الأهداف منها....لأن دور التدريبات اللياقية انتهى الآن... والضغط الجماهيري والإعلامي للهلاليين لا يرحم يجب أن يحسب له اللاعبون ألف حساب لأن لديهم أربع بطولات منها ثلاث محلية ورابعة آسيوية... ويجب عدم إجهاد اللاعبين بالتدريبات المرهقة كي يتمكنوا من أدائهم». تخفيف التدريبات اللياقية أما مدرب اللياقة الوطني عبداللطيف الحسيني فأكد أن الهلال الآن في كامل جاهزيته خصوصا فيما يتعلق باللاعبين المشاركين الذين لم ينقطعوا عن المشاركة سواء لأسباب إصابة أو غيرها: «يجب تخفيف التدريبات اللياقية وبخاصة «تدريبات» الأحمال وتستبدل بتدريبات تكتيكية ومهارية لأنه في آخر شهرين من كل موسم رياضي تخفض التدريبات نظرا إلى أن اللياقة وصلت لمستوى جيد، ومن الممكن أن يخسر الهلال البطولات الأخرى لو استمر على التدريبات اللياقية الشاقة وبالذات تدريبات الأحمال لأن اللاعب قد يتعرض لاحتراق ذهني من ضغط البطولات والإعلام والجماهير فيجب تنوع التدريبات وتغيير الروتين الذي ينتهجه في التدريبات وإدخال التدريبات الترويحية والترفيهية». وأضاف الحسيني: «ما ميز الهلال هذا الموسم أنه لم يختل توازن الفريق كثيرا... على الرغم من الإصابات المتعددة وحالات التوقف للاعبيه في ظل وجود لاعبين على دكة البدلاء والتي تضم لاعبين تحت 21 سنة والفريق الأول هو المستفيد، ومن الملاحظ أن متصدر دوري مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد للأندية الممتازة ووصيفه لا يوجد لاعب واحد منهم مع الفريق الأول لفريقه».. وأكد الحسيني أن خالد عزيز حضر عندما غاب رادوي عن الهلال وبالمثل عندما غاب ياسر القحطاني حضر المصري أحمد علي: «البديلان قدما مستوى كبيرا جدا على الرغم من أن ابتعاد ياسر وعودته لأكثر من مرة كان سببا في هبوط وتراجع مستواه ولا يزال يحتاج إلى عدد من المباريات حتى يعود إلى وضعه الطبيعي في ظل الحمل والضغوطات التي تعترضه بكونه قائد الفريق». وأشار إلى أن المدرب الأرجنتيني كالديرون يعرف جيدا الكرة السعودية وسبق أن درب المنتخب السعودي والاتحاد ولديه خلفية كاملة عن الكرة السعودية ومراحل الإرهاق. «المحافظة على الروتين» من جهة أخرى أكد الاختصاصي النفسي الدكتور صلاح السقا أنه لا بد أن يحافظ الهلاليون على الروتين لأنه روتين «ناجح» وأن يلعبوا المباريات برغبة الفوز ويتعاملوا مع المواجهات القوية والضعيفة على حدٍ سواء دون التفكير في الخسارة التي تعد أمرا واردا ربما يحدث: «لا بد أن يعي الهلاليون أن الفرق التي تلعب أمامهم ستسعى لتحقيق إنجاز يتمثل في لحاق الهزيمة الأولى بالهلال والفرق ستكون مستعدة لذلك ولا بد أن يكون لاعبو الهلال مستعدين لذلك ويتعاملوا مع الأمر وفق ما يجب وأن يكونوا مستعدين من الناحية الفنية واللياقية. والهلاليون بيدهم تصعيب الأمور بأنفسهم وبيدهم تسهيلها أيضا حيث يسهلونها إذا تعاملوا مع مبارياتهم المتبقية وخصوصا الثلاث الأولى على أنها تجميع نقاط ويلعبون بذكاء وكيف يحصلون على نقاط مهمة للدوري... ويجب ألا يصعبوا الأمر على أنفسهم بتساهلهم خصوصا أمام الفرق التي تلعب معهم بالصف الرديف أمثال الشباب لأن تجاوزهم لن يكون أمرا سهلا كما يعتقدون وبخاصة بعد أن حافظوا على الفارق النقطي نفسه أمام أقرب منافس لهم الاتحاد». «ابتعدوا عن المشكلات» أما المهندس سليمان المسيطير لاعب فريق الهلال السابق فأكد أنه آن وقت الحصاد: «التركيز يجب أن يكون حاضرا بدرجة معقولة ويجب أن يكون هناك تهيئة نفسية من حيث التدريبات والنوم والتغذية السليمة والابتعاد عن الإعلام وعدم الإكثار من قراءة الصحف والمواقع الإلكترونية لأنها قد تتسبب في شحن نفسي زائد للاعب وبالتالي قد تؤثر سلبا في مستواه في الملعب إلى جانب ضرورة تقارب اللاعبين أكثر والحرص على عدم وجود مشكلات بينهم أو مع الأجهزة الإدارية أو الفنية أو الطبية في هذا الوقت تحديدا لإيجاد روح الأسرة الواحدة بينهم». وطالب المسيطير لاعبي الهلال بالحفاظ على ثقافة ونشوة الفوز لأن دور الجهازين الإداري والفني انتهى ولم يتبق سوى الدور التحفيزي: « لا أنسى ضرورة وجود أعضاء الشرف والحضور الجماهيري الكثيف وبخاصة في المباريات الثلاث الأولى بكونهما الوقود والمحفز الأول للاعب وتجعله أكثر عطاء وتريحه نفسيا وستكون لها أيضا ردة فعل على الفريق المنافس ويجب أن يعى لاعبو الهلال ويأخذوا في الاعتبار أن الفريق الذي سيقابلهم سيلعب بقوة وحماس كبير ولا بد أن يسعى الفريق في كل مباراة لتسجيل هدف في أول 20 دقيقة حتى يبعد تلك الفرق عن التحفظ الدفاعي أمامها»