تتنافس نحو 200 جهة ما بين شركات ومؤسسات حكومية تعنى بالمرأة وشؤونها وتقدم الخدمات لها على طرح أحدث منتجاتها النسائية على ضيفات معرض لها بالرياض الذي انطلق 21 إلى 24 من الشهر الهجري الجاري برعاية الأميرة الدكتورة ديمة بنت تركي بن عبدالعزيز، حيث يهدف المعرض إلى تقديم كل ما يهم المرأة السعودية والعربية، مثل إتاحة الفرصة للبنوك لتمويل ودعم المشاريع والمنشآت الصغيرة للنساء، والتواصل مع مراكز التدريب الخاصة بتأهيل وتنمية القدرات البشرية. ويعد المعرض واحدا من أهم الملتقيات المفتوحة ما بين المرأة وتلك الجهات التي تعمل على تقديم خدماتها، حيث تقوم الدورة الحالية للمعرض على عدة محاور وهي العلم والصحة والجمال والأمومة والتربية وفن التسويق، وتعمل على تنمية قدرات المرأة علميا واقتصاديا وتجاريا واجتماعيا من خلال إقامة ست ورش عمل، كما يدعم المعرض ويشجع المبادرات وصاحبات المنشآت الصغيرة والمتوسطة وصاحبات الأعمال الحرفية واليدوية والأسر المنتجة؛ وذلك عن طريق زيادة فرصتهن للتواصل مع المستهلك والشركات الكبرى. ويتيح معرض «لها» الفرصة لعدد من الجمعيات الخيرية النسائية للتعريف بخدماتها وإتاحة الفرصة إلى العديد من البنوك المعنية بتمويل ودعم المشاريع والمنشآت الصغيرة، ويقدم المعرض فرص التواصل مع مراكز التدريب الخاصة بتأهيل وتنمية القدرات البشرية. وقالت الدكتورة الأميرة ديمة بنت تركي في كلمتها خلال افتتاح المعرض التي قصت بها شريط الفعاليات: «يوما تلو يوم... تنكمش خريطة العالم، ويصبح بعضه أقرب إلى بعض... وما كان يقتضي قبل أعوام ولت الأدبار السفر برا وجوا لمعرفته وتقصي حقيقته، صار الآن على بعد كبسة زر منّا». مبدية شعورها بالقلق من اقتفاء سعوديات أثر الغرب بشراهة، وأضافت: «أننا «إلا من رحم ربي» نقتفي أثر الغرب بشراهة... ونبالغ في محاكاته، ونسبغُ على تصرفات أفراده قداسة لا تُمس، اعتقادا أن هذا الغرب منزّه عن الخطأ، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه... وهو اعتقاد ضّال، يزعجني جدا أن تتبناه المرأة السعودية - تحديدا – وكأنه الفكرة الوحيدة الصائبة التي ستحرر العقل من جهله، والروح من خيباتها، والأفكار من النقص الذي يعتريها». وأوضحت: «يزعجني ذلك، لأنني أرى في المرأة السعودية رمزا للمثابرة والقوة والإصرار والإصلاح وبناء الإنسان والأوطان، لكنها تُبقي قيدا ثخينا من تبعية الغرب مربوطا في ساقها، ربما عمدا منها لتظل في حوزته، وربما من غير قصد منها وإنما من باب العادة، لكنها في الحالتين تبطئ من حركتها، وتضيق المكان المتاح لخطواتها، وتنزع من نفسها صفة الاستقلالية، وتجعل من مبادئها وقناعاتها ومفاهيمها وآرائها مأمورة بأمر الغرب وطريقته هو في التعاطي مع الأمور والأحداث والأديان والناس أجمعين»، وفيما يلي حوار خاص للأميرة ديمة مع «شمس» خلال المعرض تحدثت في آخره عن حلم رؤية وزيرة سعودية وقالت إنه سيكون قريبا. ما تقييمكم للدورة الحالية للمعرض؟ بداية أحب أن أوضح أن الغاية من المعرض لم تكن الأجنحة المشاركة، هذه الأجنحة أتت فقط نتيجة الإعلان في الصحف والغرض الرئيسي من المعرض هو الورش التي تقام والمحاور التي تناقش والتي ستفيد بلاشك المرأة السعودية وتزيدها اطلاعا، وعموما أتمنى أن يكون هذا المعرض بداية وليس نهاية، وأتمنى أن يتكرر كل ستة أشهر حسبما نقرر تفاعل الطالبات والحضور الحاضرات لورش العمل لأن بها أمورا كثيرة ومحاورات كثيرة سوف نتطرق لها تفيد المرأة، وبإذن الله، يكون المؤتمر الثاني بشكل أكبر وأنجح، وأنا من ناحيتي يهمني أن تعرف المرأة ما لها من واجبات وما عليها من حقوق تجاه مجتمعها ليس فقط المطالبة بالحقوق وتكون فقط عبئا على المجتمع. الجهات المسؤولة عن وعي المرأة بالحقوق، أين نجدها وفي أي مرحلة تعليمية يجب أن تبدأ معرفة المرأة بحقوقها؟ المرأة من المفروض أنها تتمعن في العلم، والعلم هو الذي يوصل المرأة لمعرفة حقوقها، وهذا الذي درست لأجله سنين طويلة للحصول عليه وللدفاع عن الشريعة الإسلامية، وحضرت رسالة الماجستير، وكانت دراسة تفريقية في تطبيق الشريعة الإسلامية في السعودية ومصر والجزائر. التجربة الغربية وهويتنا الإسلامية في الغرب أزعجني كثيرا ما يسمى بالإسلام فوبيا أو الرعب من الإسلام، وهذا الرعب من الإسلام يخلقه للأسف ليس فقط الغربيون بل ناس من هنا أيضا يستخدمون عبارات مستشرقة كالليبرالية والعلمانية، عبارات عرفت وقررت من أفواه إنسان مثلي مثلك. ويمكن تعريفها بأي طريقة منوعة يعني على سبيل المثال الديمقراطية، ما حدث في بعض البلدان التي انسلخت عن المنهج الإسلامي ليس ديمقراطية، هذا تدهور، الديمقراطية موجودة لدينا في الإسلام، الديمقراطية هي ما يناسب المجتمع ويتماشى مع دياناته وواجباته وتقبل هذا المجتمع لهذه القوانين وعدم فرضها عليهم. تتكلمين عن الدستور الإسلامي الذي تعمل من خلاله السعودية.. لكن هناك استثناءات تحصل، نجد نساء معنفات وأطفالا معنفين فكيف نساهم بتفعيل هذه الأنظمة من قبل الجهات الرسمية للحد من العنف على الأطفال والمرأة؟ بتكثيف المنتديات وتحفيز الوزارات والجامعات، وفي إبراز ما عندهم وإبراز فرص العمل والتعليم. الاستثمار من المنزل شهدت الثلاث السنوات الأخيرة الكثير من المنتديات والملتقيات والمعارض، وأبرز التوصيات التي خرجت بها تلك الملتقيات وباتفاق من عدة وزارات هي توفير فرص عمل للمرأة من منزلها، غير أن هذه التوصيات مازالت حبيسة الأدراج، كيف يمكن أن تفعل هذه التوصيات خاصة أن هناك مشاكل تعانيها النساء وهناك نسبة فقر؟ لست معنية أن أوضح ما تفعل وما لم يفعل بعد، لكن الأيام القادمة ستحمل الكثير من الإيجابيات، أما بالنسبة للفقر فهو موجود في كل مكان لكن لا نستطيع أن نقول إن لدينا نسبة فقر مثل غيرنا، إضافة إلى أننا مجتمع يتحلى بالرحمة، وهي ما تسبغ علينا الإنسانية الحقيقية. والرحمة والشفقة ليست تصغيرا للشخص الذي يستحقها ولا تحقيرا لأمره لكنها من أخلاقنا الكريمة التي تربينا عليها. ماذا تقولين لمن يرغب في إقامة معارض؟ وما النقاط التي يجب أن يحرصوا عليها ويبرزوها؟ حقيقة هذا أول معرض لي في المملكة، لكنني أتمنى أن تكون المعارض لها جذور أسمك لأننا نحن كسعوديات قادرات على أن نقوم بنهضة حضارية جديدة كما كان العرب في القدم وقت أن كانت أوروبا في عصورها الظلامية، ولا يوجد ما يمنعنا وليس علينا إلا السعي والمثابرة والعلم والتعلم والتعريف، وهذه الأمور جهاد وأضعف الإيمان هو تغيير الشيء بلسان الإنسان، فلابد من وجود حضارة تبنى من المرأة السعودية أولا لتبرز وتكون أساسا، وألا ننتظر غيرنا حتى يبرزها كما تعمل القنوات الأجنبية أبحاثا على مجتمعاتنا تظهر منها السلبي فقط، وهذا أمر جارح. لابد أن نسعى نحن للتطوير وفق الشريعة الإسلامية. المرأة أثبتت أخيرا أنها قادرة وهناك نساء رائدات في كل مجال وكرمن من قبل الملك عبدالله، حفظه الله، ما تطلعاتك لمستقبل المرأة في المملكة؟ تطلعاتي فيها تفاؤل كبير؛ فقد أنجزت المرأة السعودية الكثير من الطموحات والابتكارات والتطورات والتي لم تحققها أي امرأة في العالم وذلك لأن المرأة السعودية فيها إيجابيات أكثر بكثير من السلبيات، وبالتالي أرى أنها سترتقي إلى مستوى أعلى وأحسن وتتفوق على مستوى الخليج والوطن العربي. وما تقييمك لمستوى مشاركة المرأة خاصة على مستوى القرار؟ مشاركتها قوية وكبيرة جدا، وأتمنى أن يرى الجميع بوضوح كيف أن لدينا الآن عميدات وسفيرات في الخارجية، وصار لدينا أخيرا مشاركة حتى على المستوى الأمني عبر جامعة الأمير نايف الأمنية، ولدينا مشاركة في جميع المجالات، ويجب أن نقول «الحمد لله» بدلا من التضجر. لدينا طاقات كبيرة من النساء ولا تستغل.. هناك عوائق كثيرة في العمل خاصة أن المرأة حتى الآن لا تعطى إلا تصريح مشغل أو مدرسة وتواجه في أي عمل آخر العديد من العقبات تجعلها تتجه للخارج كما حصل مع كثير من مصممات الأزياء السعوديات على سبيل المثال.. ما رأيك بهذا الأمر؟ الآن لدينا إصلاحات قوية وقرارات حاسمة وقوية ينتظر منها الكثير، ويجب ألا نقول لماذا، أنا أريد أن أرى امرأة سعودية قادرة على تصميم الأزياء مثلا في المملكة. وأخيرا متى سنرى أول وزيرة سعودية؟ قريبا جدا، بإذن الله .