تمتلئ أروقة مكاتب العمل في قطاعاتنا الحكومية وشركاتنا بموظفين من كافة الأطياف ومن مختلف الألوان والطبائع، هذا التنوع في أوقات كثيرة نعتقد أنه يخدم منشأة العمل ويضفي طابعا متغيرا من أطياف اللون على أجواء العمل، لكن في أحيان كثيرة «والغالب الذي يحصل» أن هذا التنوع يخلق أشكالا من التحزب وتفضيل طرف على آخر! هذا التحزب قد يكون لتفضيل أبناء منطقة على أخرى، وقد تحدث مكائد لمحاربة الوجوه الجديدة الطموحة التي من الممكن أن تنافس على كراسي الإدارة أو من الممكن أن تنال رضا الرئيس. كثيرا ما نسمع ونعيش في أجواء عمل مشحونة بالحروب ويتبدد وقت العمل لما هو خارج العمل، مكائد وحروب تبدد الطاقة التي من المفترض أنها تصب للمصلحة العامة إلى طاقة تصب في كيف يهيمن هذا على ذاك وكيف أن من يخالف وينحرف عن هذه القوة المسيطرة على العمل سيكون وكأنه خارج عن الملة!. وأي موظف أو موظفة في أي قطاع يمكن أن يسمعك ويشرح لك أنواع الحروب التي يعيشها في عمله وكيف يتأثر سير العمل وتقل الإنتاجية في أوقات كثيرة لهذا السبب! حقيقة أجهل ما هي الآليات التي يجب وضعها لحل هذا النوع من المشاكل في بيئة العمل لكنها «من واقع تجربة» تخلق أجواء غير محفزة على العمل، مشحونة، مقلقة وتضيف إلى ضغط العمل ضغوطا وأعباء تثقل من العمل ألف مرة وتدفع بالكثيرين للهرب والبحث عن مصدر رزق آخر، وأحيانا يفضل الكثير أن يكون عاطلا عن العمل على أن يكون تحت هذا الضغط النفسي، وفي هذه الأجواء المشدودة، ولا أستغرب ذلك فالراحة والاستقرار النفسي من أهم عوامل زيادة الإنتاجية والشعور بالانتماء للمنشأة، فإن لم تحصل هذه الشروط فيكون قضاء نصف النهار في هذا المكان صعبا ومستحيلا!