تواصلت موجات القصف الجوي والصاروخي الذي تنفذه قوات التحالف الغربي ضد ليبيا لليوم السادس على الترتيب، فجر أمس، على مختلف مناطق العاصمة طرابلس وضواحيها. وذكر مصدر عسكري ليبي أن قوات التحالف قصفت العديد من المواقع المدنية والعسكرية حيث تعرضت لقصف بصواريخ بعيدة المدى. ولم يتسن معرفة حجم الخسائر التي سببتها هذه الموجة الجديدة من العمليات. وذكر تقرير إخباري أن قوات التحالف استهدفت خزانات للنفط في ليبيا «بصورة متعمدة». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن أسرا تتجه إلى خزانات النفط «لحماية ثروة الليبيين بأجسادها بعد أن استهدفت بالعدوان الاستعماري لتدميرها». شدد التحالف العسكري الدولي ضغوطه على الزعيم الليبي معمر القذافي وشن مزيدا من الغارات الجوية بموازاة البدء بالبحث عن مخرج سياسي لعملية مهددة بالاستمرار «أسابيع». وخلال اجتماع في مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أكد وفد القذافي أن طرابلس مستعدة لتطبيق خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد لحل الأزمة والتي تنص على وقف فوري لإطلاق النار والدخول في عملية ديموقراطية. وفي القاهرة، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن هناك مشاورات ومقترحات جديدة بشأن الأزمة الليبية بالتنسيق بين الجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، موضحا أنه سيتم نقل هذه المقترحات والتشاور بشأنها مع الدول العربية. «رئيس المفوضية نقل إلينا وجهة نظر الاتحاد ونتائج الاجتماع الأخير بأديس أبابا بشأن الوضع في ليبيا، والرغبة في التنسيق مع الجامعة العربية»، حسب موسى في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المفوضية جان بينج بالقاهرة. وعبر موسى عن تخوفه من استمرار الصدام في ليبيا، وسقوط الضحايا من المدنيين، في ظل عدم وقف إطلاق النار. من جانبه، قال المسؤول الإفريقي إن «الأزمة في ليبيا كبيرة ، ولا بد أن نجد الحلول لها»، وأضاف «الجامعة العربية هي أول شريك لنا، وقدمنا اقتراحات للنظر فيها من قبلها». وفي واشنطن عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا تشاوريا عبر الهاتف مع عدد من كبار زعماء الكونجرس بهدف إطلاعهم على التقدم في جهود التحالف الدولي لحماية المدنيين الليبيين وتقويض قدرات قوات الزعيم الليبي. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما سيلقي كلمة حول ليبيا في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، غدا. ميدانيا، اعترف نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم بسيطرة قوات المعارضة على إجدابيا شرق البلاد. وأضاف أن المعارضين تمكنوا من السيطرة على المدينة بعدما شنت قوات التحالف سلسلة غارات جوية ما أدى إلى تدمير دبابات ومدرعات تابعة لقوات القذافى وإجبارها على الفرار بعد مواجهات عنيفة لتتراجع صوب الجنوب الغربي إلى بلدة البريقة النفطية، وهناك آثار معركة شرسة عند البوابة الغربية. واتهم مصدر عسكري ليبي الطيران الفرنسي بارتكاب «مجزرة وحشية» في مدينة إجدابيا والمناطق المجاورة لها. ما تقوم به القوات الفرنسية والقوى المتحالفة معها هو «عملية إبادة جماعية للسكان». وأضاف أن «هذه المجزرة أسفرت عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين العزل. القوات تقصف دون تمييز كل الثكنات العسكرية والمدنيين العزل حتى تتمكن عصابات القاعدة الإرهابية من التقدم إلى الحقول والمنشآت النفطية والاستيلاء عليها» .