انطلق الموقع الاجتماعي الشهير «تويتر» قبل خمسة أعوام كمشروع تدور فكرته على إرسال رسائل قصيرة «sms» إلى مجموعة من الأشخاص في وقت واحد، وفي 21 مارس من عام 2006 تم نشر أول رسالة عبر الموقع، ولم يتوقع أحد أنها ستكون بداية لانطلاق واحد من أشهر التجمعات الإلكترونية المؤثرة حول العالم، التي يقترب عدد مستخدميها اليوم من 200 مليون مستخدم يبعثون أكثر من مليار رسالة أسبوعيا. تأسس الموقع على يد ثلاثة من أبرز المتخصصين في التقنية حول العالم، وهم بيز ستون وجاك دروسي وإيفان ويليامز، والأخير هو مؤسس خدمة «بلوجر» الشهيرة التي اشترتها جوجل لاحقا، بينما كان «دروسي» هو أول من أرسل «تويتة» على الموقع في شهر مارس من عام 2006، وهو رئيس مجلس إدارة الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها. ما هو تويتر؟ هو شبكة إلكترونية اجتماعية تقدم خدمة التدوين المصغر التي تتيح بث رسائل تعرف باسم تغريدات Tweets لا تتجاوز عدد أحرفها 140 حرفا يمكن كتابتها مباشرة في الموقع أو عبر الرسائل النصية أو من خلال تطبيق يدعم الموقع. ورغم أن الفكرة كانت مقتصرة على ذلك في بداية الأمر، إلا أنها تطورت لتشمل الصور ومقاطع الفيديو فأصبح الموقع بالشكل الذي هو عليه الآن. تويتر.. مصدر الخبر أحدث تويتر نقلة مهمة في عالم الإعلام ونشر الأخبار، وأصبح مع مرور الوقت الأداة الأسرع والأسهل لنقل الأنباء بين المستخدمين الذين يثقون في مصداقيتها، إذ ترافق ظهور «تويتر» تطورات سريعة شهدها العالم على المستوى السياسي والاجتماعي، ولهذا ينسب للموقع أنه يلعب دورا بارزا في التغييرات السياسية التي لا يزال يشهدها العالم العربي والتي انطلقت في تونس ومصر ولا تزال تجري في ليبيا واليمن وأماكن أخرى. ويعتمد الكثير من المستخدمين على «تويتر» كمصدر مباشر لتداول الأخبار وأداة لكشف الحقائق ومنبرا لأصوات الضحايا، وربما تكون خدمة Speak2tweet خير مثال على الإمكانيات التي يتيحها تويتر لزواره، فهي خدمة تتيح الوصول إلى الموقع دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت، أطلقتها جوجل بهدف إيصال أصوات المتظاهرين المصريين بعد حجب الإنترنت إبان الثورة. تويتر.. كمنظمة إغاثة! لم تقتصر خدمات تويتر على السياسة، إذ أسهم بشكل فعال في التحذير من الكوارث الطبيعية ونقل وقائعها وتنظيم عمليات التطوع والإنقاذ، ولعل المستخدمين في السعودية يلمسون هذه الميزة بعد تجربتهم في أمطار الرياضوجدة. وعلى المستوى العالمي، كان زلزال تاهيتي ومؤخرا زلزال اليابان، من أفظع المآسي التي تم رصدهما والحديث عنهما في تويتر الذي كان يتلقى نحو سبعة آلاف رسالة في الثانية فور حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان هذا الشهر، تبعها في وقت لاحق إصدار بيان باللغتين اليابانية والإنجليزية يتضمن معلومات هامة لاستخدامها في طلب المساعدات ونشر الأخبار. ومن المعروف أن تويتر متاح بنسخته اليابانية منذ عام 2008 نظرا إلى الإقبال الكبير الذي أبداه المستخدمون اليابانيون، ولا يزال الموقع يعتمد كأداة لجمع التبرعات للمتضررين في كل من تاهيتي واليابان من خلال موقع hope140.org أحد المواقع الرسمية التي تم تدشينها لتسليط الضوء على الحركات الاجتماعية التي تدور في هذا الفلك، إذ سبق أن أسهم الموقع في جمع التبرعات لضحايا زلزال تاهيتي، وشارك في يوم القضاء على الملاريا #endmalaria، ويوم محو الأمية #Literacy. تويتر.. محطة للنجوم والمشاهير يتميز «تويتر» بسهولة التواصل بين جمهوره بطريقة مباشرة وسريعة، ولهذا اكتسب الموقع شعبية عالمية جارفة شجعت عددا كبيرا من مشاهير الفن وقادة السياسة ونجوم المجتمع على تدشين حساباتهم للانضمام إلى الملايين من متابعي هذا الموقع، فضمت قائمة مستخدميه شخصيات عالمية من ملوك ورؤساء دول ونجوم الرياضة والسينما والتليفزيون، إضافة إلى قادة الطوائف الدينية والأحزاب السياسية. ونتيجة لهذا التدفق من الشخصيات المعروفة، اتجه الموقع إلى تأسيس خدمة «التحقق من حسابات المشاهير» لمنع انتحال شخصياتهم ولإضفاء المصداقية على الأخبار التي يبثونها. ومن أشهر المستخدمين في تويتر الرئيس الأمريكي بارك أوباما BarackObama @ الذي يحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد المتابعين بحسب موقع twitaholic.com وهو يتصدر فئة الزعماء التي تضم في قائمتها الملكة رانيا QueenRania @ في المرتبة 185 وتعد أشهر مستخدم عربي في هذه الفئة، يليها رئيس فنزويلا chavezcandanga @ في المرتبة 224. وفي فئة لاعبي كرة القدم، تصدر القائمة اللاعب البرازيلي كاكا KAKA@ الذي يحتل المرتبة 31 عالميا يليه مواطنه كارلورينالدو ClaroRonaldo@ في المرتبة 193، بينما تعد فئة مشاهير الموسيقى والسينما أكبر فئة تحتل المراتب الأولى من حيث المتابعين، تتصدرهم المغنية البريطانية الليدي غاغا ladygaga @ في المرتبة الأولى عالميا إذ تجاوز عددهم ثمانية ملايين و900 ألف متابع، يليها المغني الكندي جاستن بيبرjustinbieber @ في المرتبة الثانية عالميا، كما شملت القائمة أشهر مقدمي البرامج الحوارية في المرتبة السادسة أوبرا وينفري Oprah@ التي تركن في المرتبة العاشرة، بينما نال القائد الروحي لسكان التبيبت الدالاي لاما DalaiLam@ المرتبة 183 عالميا .