ضرب شاب سعودي يسكن الجبيل مثلا في العمل الحر، باحترافه هواية الشواء، ليستقر في خانة الأشهر في الجبيل في هذه المهنة. ورغم أن هذه الهواية تعد غريبة من نوعها على أقرانه من الشباب، إلا أنه استطاع أن يكسب ثقة عشرات من العوائل والعزاب في الجبيل بهذه الهواية، الأمر الذي جعله مطلبا لأي عائلة تريد التنزه على مسطحات الكورنيش الخضراء أو براري الجبيل البرية، أملا في تناول ما لذ وطاب من يدي هذا الشاب. ولا يتردد العديد من الزائرين عند زيارة الجبيل، في طلب هذا الشاب لتجهيز وجبة العشاء وخاصة من اللحم المشوي والمقبلات الطازجة والخبز الحار. ويعمل الشاب عماد على أن يتحمل بمفرده عملية إعداد الوجبات، فيما بات عنصر الثقة ديدن كل المتعاملين معه، الذين يميزون بين ما يقدمه هذا الشاب، وما تعرضه بعض المطاعم المشهورة. ورغم أن الشاب عماد فلاتة 33 عاما، يعمل رسميا في إحدى شركات الجبيل الصناعية الكبرى، إلا أنه يمارس هوايته بكل فن واحتراف كبير منذ 13 عاما جعلته الأشهر والأفضل والأنظف من بين عشرات الأجانب وأصحاب المطاعم الكبرى في الجبيل البلد أو الصناعية، وحسب قوله «هذه هوايتي المفضلة التي أعمل فيها منذ 13عاما، اكتسبت هذه الهواية من حبي لها فكنت أنا من يمارس الشواء لعائلتي الصغيرة إلى أن توسعت في الشواء لأصدقائي في الطلعات الشبابية، حتى كبرت الدائرة شيئا فشيئا، وأصبحت الآن أقيم الحفلات الكبرى للعديد من الشركات بحضور من 50 – 80 شخصا في وقت واحد». وبين أنه «لا أهتم أبدا بتلك النظرات المصوبة إلي أحيانا من البعض، بل أعمل بكل احترافية عالية وهو الأمر الذي يظنه بعض المواطنين ممن يشاهدوني بأني أجنبي ويفاجؤون أيضا عندما أخبرهم بأني شاب سعودي، فبعض الحضور في مقر الحفلات لا يلقي علي السلام عند مشاهدتي، ولكن ما إن يتذوق طعم الشواء إلا وأجده مقبلا علي يشكرني على ما قدمته لهم من طعم لذيذ في اللحم المشوي لم يتذوقه من قبل» وزاد أن «الشباب متجاهلون تماما هذه المهنة حتى بات الأجانب مسيطرين عليها بشكل كبير مستغلين جهل البعض، أو عدم معرفتهم بالشوي واللحم الطازج، وبالتالي حضرت لأكون الشاب السعودي الذي يغير تلك المفاهيم، فالشباب السعوديون لديهم القدرة والطموح والعزيمة والإصرار والتحدي، ومتى ما وجدوا اهتماما من المجتمع، فإنهم حتما سيعملون بكل جدية». ويذكر الشاب عماد أنه «بعد أن أخذت شهرة واسعة في الجبيل، قررت حينها أن أفتح لي مطعما، وبالفعل تغلبت على كافة الصعوبات وتم افتتاح المطعم والحمد لله لدي زبائن كثر، يثقون فيما أقدمه إليهم من خدمة كبيرة في اللحم المبهر والمتبل والشواء اللذيذ، أما عن الأسعار فهي في متناول الجميع، وربما كانت أقل من أسعار السوق بشكل كبير، والحمد لله استطعت تجهيز العديد من الحفلات الخاصة والعامة للعائلات والعزاب داخل المنازل أو خارجها». وأشار إلى أن أكثر زبائنه من العوائل «لثقتهم الكبيرة فيما أقدمه، ولسمعتي الجيدة في هذا المجال، والحمد لله أتلقى اتصالات عدة من العديد من الجهات من أجل تجهيز وجبة عشاء أو غداء، وذلك مصدر رزق لي كبير وإضافي، وما يهمني هو ما أقدمه من خلال هذا العمل، وشعاري دائما اعزم ضيوفك واستمتع بالشواء».