دخلت الغارات التي شنها التحالف الدولي ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، استجابة لقرار مجلس الأمن بفرض منطقة حظر طيران على ليبيا في اليوم السادس، أمس. وخلال ال24 الأخيرة، نفذت قوات التحالف 175 طلعة جوية فوق ليبيا، من بينها 113 نفذتها الطائرات الأمريكية. ومع تواصل الضربات الجوية، فقد تم تعطيل قدرات الطيران الحربي للقذافي تماما مع شل حركة نظام دفاعه الجوي. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن 30 طائرة مقاتلة انهمكت في العمليات العسكرية في سماء ليبيا، فيما تواصل قوات التحالف ضرب القواعد العسكرية التابعة لنظام القذافي. أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أمس، أن الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف ضد النظام الليبي من المرجح أن «تستمر لأيام وأسابيع، ولكن ليس لشهور» مضيفا أن الوقت قد حان ل«بدء التفكير بشأن تنظيم السلام». وقال جوبيه للصحفيين في باريس إن «العملية العسكرية ليست مقررة لتستمر. التدخل لفرض منطقة حظر جوي وتدمير القدرة العسكرية للقذافي سيكون قصيرا، وتهيئة الظروف بعد ذلك لإجراء حوار وطني بين المجلس الانتقالي وربما القوى السياسية الأخرى. هناك الكثير من السلطات التقليدية في ليبيا». وأوضح أن المحادثات بشأن هذه المرحلة الجديدة من الحملة التي تقودها الآن أمريكا وبريطانيا وفرنسا، بدأت، أمس، في قمة أوروبية ببروكسل وتستمر الأسبوع المقبل مع اجتماع تحالف دولي في لندن لمناقشة الحرب. «وفي غضون ذلك، ستستمر عمليات القصف طالما كان ذلك ضروريا؛ نحن نستهدف الوسائل العسكرية ولا شيء غير ذلك». وأشار إلى أنه «مقتنع بأن الهجمات تتسبب في حدوث انقسامات داخل نظام القذافي». وأضاف «إنني مقتنع أنه في طرابلس، بدأ البعض في توجيه أسئلة». وأفاد شاهد عيان في مصراتة لشبكة «سي إن إن» أنه سمع في المدينة صوت دوي انفجار ضخم خلال الساعة الأخيرة، مشيرا إلى أن قناصة من كتائب القذافي واصلوا عمليات إطلاق النار باتجاه المدنيين أو أي شيء يتحرك. وباستثناء هذا الانفجار ورصاص القناصة، تمتعت المدينة المحاصرة منذ أكثر من شهر بهدوء نسبي يشوبه الحذر، فيما تتزايد الأوضاع داخلها سوءا جراء انقطاع المياه منذ أكثر من أسبوع. «ضواحي المدينة شهدت أيضا سلسلة هجمات صاروخية شنتها طائرات التحالف، ويبدو أنها استهدفت دبابات وآليات تابعة لكتائب القذافي». وتنفي الحكومة الليبية أن جيشها يشن أي عمليات هجومية وتقول إن القوات تدافع عن نفسها فقط في حالة تعرضها لهجوم. وكانت القوات الموالية للقذافي تمكنت من السيطرة على ميناء مصراتة، أمس الأول، حيث يحاصر آلاف المصريين والعمال الأفارقة وينشدون الخروج عن طريق البحر. وقد سمع دوي مضادات أرضية وانفجارات عديدة في طرابلس. وأفادت الأنباء بنشوب قتال عنيف بين القوات المعارضة وقوات القذافي في أجدابيا الاستراتيجية. وقال بعض السكان الذين فروا من البلدة إن النيران تشتعل بالمنازل فيما يتواصل القصف وطلقات المدفعية. وفي الوقت نفسه، واصلت طائرات التحالف ضرب أهداف ليبية، لكنها لم تتمكن حتى الآن من منع دبابات القذافي من قصف مدن وبلدات تسيطر عليها المعارضة المسلحة أو منع مدرعاته من التوجه إلى الشرق. وبينما يستعر القتال، قال دبلوماسيون إن حلف شمال الأطلسي لم يتمكن، مرة أخرى، من الاتفاق على تولي قيادة العمليات العسكرية من أمريكا بسبب اعتراضات من تركيا .