هذا هو الهلال يا سادة.. ذلك النادي الراقي والأنموذج الحقيقي للأندية السعودية.. والأكثر تطورا واحترافية.. وقدرة على تحقيق الانتصارات في أحلك الظروف وأصعبها.. والذي لا يعترف بالأحاديث الاجتماعية البالية.. ويسير بخطى واثقة منذ تأسيسه وحتى الآن.. نعم.. هذه هي الحقيقة.. لماذا لا تعترفون بها؟.. وتخرجوا من دائرة الكبرياء والعناد.. لتنصفوا هذا الرقي الذي يطغى على كل الخطوات الزرقاء.. في مباراة الهلال الأخيرة مع الاتحاد.. كان الهلال الأقرب للفوز والأجدر والأحق.. لولا أن حكم المباراة رفض منحه أبسط حقوقه.. فلم يحتسب بغباء وبلاهة ركلة جزاء واضحة لويلهامسون.. وغض النظر عن خشونة مشعل السعيد تجاه أحمد الفريدي وطريقته الوحشية في استخلاص الكرات.. وكانت المصيبة عدم طرده للمحترف الاتحادي باولو جورج عندما اعتدى بشكل صريح على ياسر القحطاني دون كرة.. ومع هذا الظلم والإجحاف.. هل شاهدتم «تجمهرا» من اللاعبين على الحكم بعد نهاية المباراة؟.. أو هل رأيتم لاعبي الهلال.. يحاولون الاحتكاك بزملائهم الاتحاديين بسبب خشونتهم الغريبة؟ أبدا.. لم يحدث شيئ من هذا على الإطلاق.. بل إن لاعبي الهلال بادروا بتبادل الفانيلات مع الاتحاديين في مشهد أخوي تنافسي جميل.. فلم تحدث ضوضاء ولا إزعاج.. ولا صياح ولا عويل.. ولم نشاهد إداريا يتدخل ويحاول «يفرع».. أو رئيسا «متشنجا» يزبد ويرعد على القنوات الفضائية.. فردود الفعل جاءت بكل رقي وتحضّر وروح عالية تؤكد أن الهلال مختلف تماما عن الجميع.. فالرئيس وأعضاء الشرف ومجلس الإدارة واللاعبون.. عبروا عن استيائهم من قرارات الحكم بطريقة راقية ومثالية.. مستخدمين حقهم في التعبير عن وجهات نظرهم.. ولم يسيئوا لأي طرف نتيجة تأثير الثقافة الهلالية التي تدفع الجميع للخروج بهذا المظهر الجميل.. في حين أن البعض لا يعرف من أبجديات التعبير سوى إثارة الفوضى والبلبلة. وعلى الرغم من استمرار التحكيم في إحباط التقدم الأزرق نحو لقب الدوري.. إلا أن ذلك لم يفقد الهلاليين وقارهم واحترامهم للجميع.. وهو الأمر الذي لم يحدث بمحض الصدفة.. بل جاء نتيجة ثقافة جميلة متأصلة في كل ما هو أزرق.. ويفتقدها للأسف الكثير من الأندية..!