حين يصل الطالب إلى المستوى الجامعي، يفترض أنه ارتقى إلى إحدى مراتب الحياة، التي أصبح فيها مسؤولا مسؤولية كاملة عن نفسه وتصرفاته، وحتى أخطائه. ومنذ دخولنا الجامعة وحتى خروجنا منها يتم تذكيرنا في كل لحظة أن كل طالب مسؤول عن ذاته وتصرفاته، وعن كافة الأمور المتعلقة به، سواء كانت على مستوى شخصي أو أكاديمي، وأن أي تقصير أو إهمال لا يتحمل عواقبه إلا هو. في جامعتنا، جامعة الملك سعود «عليشة» لا نزال نرى أن الأستاذات يعاملن الطالبات كأنهن خريجات مرحلة أولية، إذ أصبح تحميل مجموعة منهن خطأ إحداهن، أمرا شائعا في كثير من الأحيان، وأضحى التهديد سلاحا فتاكا في أيدي الأستاذات، فإذا كنت مسؤولة عن تصرفاتي وحدي فلم أتلقى العقاب عن تصرفات الآخرين؟ بغض النظر عن الأخطاء التي قد ترتكبها الطالبات، من وجهة نظري أجد أن أسلوب التهديد وتحميل جميع الفتيات خطأ واحدة أسلوب «غير حضاري» أبدا ويدل على أننا ما زلنا في ركب التخلف. وهذه الظاهرة تحولت إلى عادة «أستاذية» ومنهج موضوع في ملف للعقاب. صحيح أن هذا قد يجدي مرة ولكن من الخطأ استخدامه في كل مرة، وما ذنب البقية الباقين في تحمل أخطاء نتجت من سلوكيات غيرهم؟ أصبحنا نحتاج أن نراعي الأستاذة أكثر مما يستدعي الأمر، وإلا سنستمع إلى جملة مثل «إذا عصبتوا مزاجي تعرفوا إيش يصير في الاختبار!» ما ذنبي أنا وما ذنب غيري من اللائي يقبعن في دائرة الصمت مستمعات لما يجري، لنصدم في ورقة الاختبار بأسئلة لم تكن في الحسبان أو بأساليب «ملتوية جديدة» لا أطالب بتغيير الأسئلة ولا بالحفاظ على نفس المسار أطالب بالحفاظ على الألسن التي تخطئ ولا تحاسب، وتهدد ولا تراقب، وهل أصبحت الأسئلة التي تكتب تعتمد على المزاجية «الأستاذية». إذا كانت الطالبة تجاوزت حدود الأدب بما يستدعي عقابها، يمكن أن يتضمن ذلك درجاتها وهذه الطريقة أشد وأكثر ألما على قلب الطالبة من «تصعيد مستوى الأسئلة» فإنزال العقاب الجماعي يقلل من الإحساس بالذنب والمسؤولية تجاه ما حصل ويجعل مسببيه أكثر «تبلدا» ولن يمنع تكرار الخطأ، إنما العقاب الفردي «يحسن تربية» الأفواه قبل الأخلاق.