يبدو أن الحلو في الأهلى لا يكمل ولن يكمل أبدا، فبعد الانتكاسة الغريبة التي شهدها الفريق بداية الموسم الحالي ووصوله إلى قاع الترتيب في دوري زين السعودي للمحترفين، جاء الفرج مع تسلم مدرب منتخب غانا السابق الصربي ميلوفان رايفاتش لمهمة تدريب الفريق ونجاحه في انتشاله من المراكز الأخيرة إلى المناطق الدافئة حتى بدا وكأنه يسير به نحو المركز الرابع المؤهل للعب آسيويا كما وعد، إلا أن كل ذلك تبخر فجأة مع هروب المدرب الصربي باتجاه الدوحة لتدريب المنتخب العماني وسط دهشة الأهلاويين، الذين لم يجدوا مفرا من تسليم مساعده أليكس المهمة لينجح الأخير في تقديم الفريق بصورة هجومية رائعة أمام الاتحاد والهلال رغم فشله في الفوز في المواجهتين، ولكن كل ذلك تبخر مع الخسارة المفاجئة أمام التعاون في بريدة التي أعادت الفريق لعقدة التعامل مع الفرق الصغيرة فخلال الأعوام العشرة الأخيرة فشل الأهلي «الكبير» في ترويض هذا النوع من الفرق، التي عادة ما تكون باحثة عن البقاء لتجد ضالتها في نقاطه حتى عندما يلعب على ملعبه، كما أفلحت فرق صغيرة ومغمورة وريفية في إخراجه من كأس ولي العهد وكأس الأبطال في الأعوام الماضية؛ ما شكل هاجسا لجماهيره التي لم تعد قادرة على معرفة تيرمومتر فريقها، ومتى يمكن أن يفوز دون أن يكلفها الكثير من التوتر والقلق والانتظار والمعاناة. خاصة أن هناك فارقا فنيا وعناصريا وجماهيريا بينه وبين تلك الفرق. وفي المقابل تظهر قدرات الفريق وإمكانياته وشخصيته عندما يواجه الفرق الكبيرة والمنافسة. الوضع الفني والنفسي بعد خسارة التعاون عاد إلى الصفر كما بدا من ردة فعل اللاعبين وأحاديثهم وتصريحات بعض المسؤولين حتى وإن كان منهم من حاول جر الهزيمة المرة إلى ملعب الحكم العمري، وهو تبرير غير سليم ولا ينطلي على الجماهير التي تعرف أن المسألة «نفسية ومتعلقة» بعقدة يعيشها الفريق من أعوام فشل فيها في فرض شخصية الفريق الكبير المهاب كما يفعل حاليا الهلال والاتحاد فهما قادران دون غيرهما الآن على الفوز على فرق الوسط والمؤخرة بأقل مجهود حتى وهما يقدمان أردأ مستوياتهما الفنية. وربما تقود خسارة أخرى المدرب أليكس إلى خارج الأهلي ليكون البديل محليا أو غيره، ولكن جماهير الأهلي تتساءل هل هذا هو الحل؟ فعشرات المدربين مروا في الأعوام العشرة الأخيرة.. وعقدة الصغار تنهش أحلام الأهلي في العودة إلى الصدارة.