أكد خبير سنغافوري أهمية نقل التعليم المدرسي من النظري إلى المهاري. وأوضح بروفسور العلوم الحيوية في جامعة نانيانج التكنولوجية الدكتور لي سينج كونج، أن التغيير المؤسسي والمنهجي المبني على المدرسة من أبرز المبادرات التي نقلت التعليم السنغافوري إلى التميز في السياق العالمي، مشيرا إلى أنها لجأت إلى تخصيص الطلاب حسب مسارات السرعة من حيث بطيء وسريع التعلم، مما هيأ للطلاب بطيئي التعلم مسايرة زملائهم في العملية التعليمية. وبين كونج أن تنفيذ المبادرة استغرق من التربية والتعليم في سنغافورة وقتا وجهدا لتنفيذه، مضيفا أن وزارة التربية والتعليم اهتمت بإعداد المعلمين ودعمتهم بفكرة تركيزهم على النشاط وليس على المعرفة، وكذلك المناهج الدراسية التي تلبي المستوى الفكري للطالب، إضافة إلى العناية بالقيادات المدرسية عن كيفية إدارة التميز بين الطلاب. وأكد ضرورة أن تكون المدرسة شركة تجارية لتطوير التعليم وإدخال أشياء مشجعة للطلاب والمعلمين، مبينا أن الاستقلالية في المدرسة وصرف ميزانية خاصة تتولاها إدارتها تعد داعما آخر يجعل العملية التعليمية انسيابية. وذكر أن الاستقلالية لا يمكن أن تكون بمعزل عن مجموعة من الظروف التي تخدمها وتساعد في تحقيقها وأبرزها التدريب على تلك الصلاحيات وكيفية التعامل معها، والمحاسبة التي توضح لماذا قامت المدرسة بتلك المصروفات، والتدقيق الذي يضمن إنفاق الأموال المرصودة للمدرسة. ولفت كونج إلى أن وزارة التربية والتعليم في سنغافورة أطلقت أربع مبادرات لاختيار المعلمين بالمدارس، تتمثل في راتب المعلم وتطوره ودعم تخصصاته وجعله الخبير الذي يصوغ المستقبل للبلد، إضافة إلى تعزيز مكانته الاجتماعية، مشيرا إلى أن التدريب الجيد للمعلمين معيار آخر وضعته الوزارة في اختيارهم.